من حيثُ يسعى مهرجان أفلام السعودية والذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، لخلق بيئة يتبادل فيها المبدعين في صناعة الأفلام و الافكار و ضمن الفرُص التي تُعطى لأصحاب المواهب في صناعة الأفلام للتعلم مباشرة من أجود الممارسين المحليين والعالميين في هذا المجال وكذلك في توفير البنية التحتية لعرض أفلامهم والتواصل مع الجمهور، حيث قدم في اليوم الثاني من عروض المهرجان 18 فيلما منوعا مابين الروائي والوثائقي وأفلام الطلبة والذي شهد تواجد اعلامي من الشباب في التصوير الفوتوغرافي والفيديو. حيث تم عرض فيلم المخرج ثامر الحربي "المسرح من هنا" وقدم ما تحمل خشبات المسرح السعودي العديد من الأسئلة، فهم المسرح .. عزوف الجمهور .. الكوميديا والتجريب، المخرج حسين آل محفوظ قدم "بنان"وهو لشاب يتنقل ما بين حكايا الكتب. تدور به الأحداث في سلسلة من التحولات والانفعالات النفسية والعقلية، يتأثر ويؤثر في البيئة المحيطه به والتي عاش تجربتها بجل مشاعره وأحاسيسه، وتم عرض فيلم "حياة" للمخرج علي ال غانم ويحكي طفل يعمل في سوق الخضار، يشعر أن المتعة في الحياة هي مشاركة الآخرين في اللحظات الجميلة، وفيلم "الحارس" للمخرج فيصل الحربي، عن عبدالحكيم حارس أمن لأحد المسارح، يعتبر ما يقدمه المسرحيون مضيعة للوقت، يدخل لمشاهدة الفرقة فيتغير كل شيء، وفيلم "أرق" للمخرج عوض الهمزاني وهو فيلم عن ديكودراما عن رائحة الدم العالقة على جسد رجل إطفاء بعد مباشرته لحادث سير وقع لعائلة، وفيلم "حدودك" للمخرج محمد الحمود وهو لشاب فقد أباه بعد أن أوصاه بوصية غريبة تضعه في موقف لا يحسد عليه، وفيلم "طير الدمام"، للمخرج منصور البدران، عن مارفين كالما شاب فلبيني يبلغ من العمر 27 عام، يعمل كموظف في مطعم ماكدونالدز، بين الفينة والأخرى يمارس موهبته في تسلية الأطفال.الفيلم يوثق تسلية مجموعة من الاطفال ضمن برنامج مخصص لمتلازمة داون، وفيلم "ثلاث عرائس وطائرة ورقية" للمخرجة هند الفهاد وهو حول نظرة من إطار مختلف للفرص التي وُهبت لنا ومدى تكافؤها لدى الجنسين، وفيلم "مالايرى" للمخرجة ود العجاجي وهو عن فتاة تعاني من أذية المجتمع بسبب مظهرها, في يوم من الأيام وقعت بين يديها مرآة عجيبة تعكس حقيقة الناظر إليها، وفيلم "مخيال" للمخرج محمد سلمان، الجد بو سلمان يتخيل الملائكة تزور مزرعته لتحل البركة عليها، وفيلم "1991" للمخرج عبدالمحسن المطيري عندما يعلن الخطر، كيف تكون ردة فعل رجل مُسن مع زوجته؟، وفيلم "الخادمة" للمخرج جواهر العامري، لفتاة صغيرة تعمل في مهنة تنظيف حمامات الجامعة، تجد خاتماً ثميناً، فتتنازعها الرغبات والمشاعر، وفيلم "فيما بين" للمخرج محمد السلمان، شخص يستيقظ عقله في ضباب الحيرة، ما بين القرارات ..الانتماءات ..الطاعة والعصيان؛ ليرى الشخص وجوده فيما بين، فيلم "شكوى" للمخرجة هناء العمير، ويتناول عنود القوية والفظة أحياناً في موقف صعب بعد أن تضطر لقضاء بعض الوقت مع أبيها المريض والذي تشعر بالغضب تجاهه؛ لأنه تركها وعائلتها في الماضي دون رعاية. الأب عاجز وعنود تتنازعها مشاعر الشفقة والغضب، وفيلم "مأزق الطبخ" للمخرجة خديجة ال سعيد، وهو لتجربة فتاة شغوفة بالطبخ: أين انتهت، و كيف بدأت، فيلم "مشوار" عن حياة شاب سعودي في البحث عن الوظيفة، للمخرج يعقوب المرزوق، وفيلم "طقم" لأب لأربع بنات تنجب زوجته الطفله الخامسة، للمخرج عبدالرحمن جراش، وفيلم "فوق السطوح" وتدور القصة حول شخصين يسكنان فوق السطح وتربطهما علاقة إنسانية. يفقد أحدهما الآخر ليسود الصمت وتسيطر الوحدة على السطح، للمخرج محمد الشاهين. وتحدث المخرج عبدالخالق الغانم، في ملاحظاته حول بعض الأفلام بأن من مكملات الفيلم الأزياء فلا نفع بإظهار المتسول بلبس مواكب للموضة وبالثياب النظيفة بل لابد أن يكون له وقعه على المُشاهد فعكس هذه الصورة تتوه المشاهد ومن الأخطاء الملحوظة في أحد الأفلام هو العربة المستخدمة كان من الأفضل أن تكون مستهلكة لا جديدة والمنزل الذي يسكنه متهالك جداً فمثل هذا التباين مع تكرار الحالة يجعلها مملة، كما شد الغانم بعض الأفكار والمواقع، كما قال في فيلم " ضائعون" الذي أذهله وجود مثل هذه الحياة في السعودية ونقل وضع كهذا قد أثار عجبه كما عبّر عن ارتياحه للمضامين والأفكار الجميلة والأشياء البسيطة من الإيقاع، ناقلا تحياته لكل المخرجين الذين شاهد أعمالهم، منوها الغانم أنه يجب الاعتراف بأننا أمام مستويات ممتازة ومتقدمة في انتاج الأفلام وإخراجها مثل فيلم "حورية وعين" و "ضائعون" و"قاري" ويحيّي الدلالات التي طرحتها الأفلام المعروضة حتى بدون التحدث كحوية وعين و بدون وجوه في قاري وقلة الحوار في باص 123 واختلاف الممارسة في الاخراج من المدهش حيث صُوِّغت للبحث عن هوية الانسان. وتركزت التعليقات حول الأفلام بالحديث عنها وما تتميز به بجودة التصوير والأصوات، والتركيز في كل فيلم على البيئة المحلية المنتجة للفيلم، متمنين أن تصل هذه الأفلام إلى مصاف الدول المتقدمة، لما وصفت بإختيار اللقطات والصور الواضحة والمونتاج، مع أن البعض وجه أن هناك مشكلة في كتابة الحوار والسيناريو لبعض الأفلام. ويرى علي البحراني في زوايا التصوير الزاويا المبهرة والأفكار الجديدة والمُلامسة للواقع ولمشاكلنا التي نعيشها في المملكة ومن زوايا إبداعية وعلى ذلك، هل هناك معاهد التحق بها المخرجين الموهوبين؟ ويجيبون عليه بأنها اجتهاداتهم الشخصية في حضور دورات في العروض والإخراج الفني والمسرحي وغيره مضافة إلى تخصصاتهم الدراسية. المخرج محمد الحمادي قال أن الكبسولة الصغيرة تقدم فيها فكرة ، وقد تؤدي هذه الفكرة حوار بسيط ومن رأيه أن الفيلم القصير يركز على الصورة ولا يخلو من الحوارات عند الاحتياج لها، محفزا المخرجين بتوجيهه هذه الكلمة" مارسوا جنونكم ليظهر أفضل مالديكم".ويختتم المهرجان مساء الثلاثاء 24 فبراير، في قاعة مشاعل الخير في الدمام.