استضاف المجلس الأعلى للثقافة الكاتب السوداني حمور زيادة الخميس الماضى لكى يتحدث عن تجربته مع الكتابة بعد حصوله على جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة عن هذا العام. وقد رحب الأستاذ سيد محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة بالكاتب وعبر عن سعادته بحصول كاتب سوداني بجائزة نجيب محفوظ ووصفه بالحدث التاريخى متمنياً أن يتعرف المجتمع المصري على الأدب السوداني. وقال إن فوز رواية "شوق الدرويش" ليست لأنها مجرد رواية جيدة فحسب، ولكن استطاع حمور ببساطة أن يناقش موضوعا أساسيا ومهما هو الثورة المهدية والتى تتمثل أهميتها فى علاقة السودان بمصر وليس السودان فقط. وعبر حمور عن سعادته بهذه الاستضافة، لم يتوقع فوزه بهذه الجائزة على الإطلاق وأنه سعد بها كثيرًا، مؤكدا أنه لم يتقدم للجائزة ولكن تم ترشيحه من أحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، قائلاً: "عام 2009 حين جئت إلى القاهرة ذهبت مع صديق سوداني لحضور حفل توزيع جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية فى 11 ديسمبر 2009، ومُنحَت حينها للروائي خليل صويلح، وأُعجبت حينها بالقاعة وبالمهرجان الثقافي الذى لم أجد مثله فى السودان، ثم لمدة خمس سنوات لم أتابع الجائزة، ولم يدر بخلدي أننى سأفوز بها يوماً وأن أعتلي مسرح الجامعة الأمريكية وأتسلم الجائزة، لذلك فهو حدث يتجاوز السعادة عندي". تحدث الكاتب بعد ذلك عن الثقافة السودانية مؤكداً أن الواقع السوداني غير معروف للمجتمع المصري، وغير معروف للعالم العربي أجمع نظراً لظروف السودان السياسية والاجتماعية ، فالناس لا يعرفون الكثير عن السودان، والغرب لا يعرف عن السودان غير أن بها "دارفور" محل النزاع والصراع. وتعتبر السودان بالنسبة لباقى الدول العربية هى التى يأتي منها أصحاب الكرم والأمانة، لذلك فهناك صورة ضبابية عن السودان وثقافتها. ثم وضح بعض الأشياء عن الثقافة السودانية بأنها خليط بين الثقافة العربية والإفريقية وأن لديهم إرثا ثقافىا مليئا بالأساطير والحكايات الشعبية، لافتاً إلى أن الطيب صالح كان ينتقد كثيراً أدباء أمريكا اللاتينية واعتبار أنهم هم فقط من كتبوا الواقعية السحرية، قائلاً إن الطيب صالح كتب روايته "عُرس الزين" فى الستينيات من القرن الماضي ويعتبر حمور أن الثورة المهدية لا تزال حية, لأن إشكالياتها وخلافاتها موجودة إلى الآن، فهى حدث مهم فى السودان والجدل حوله مستمر منذ أكثر من مائة عام، كالجدل حول ثورة 25 يناير.