خسر الأخضر كل شيء في بطولة دوري كأس الخليج العربي الثانية العشرين رغم أنها نظمت على أرضه وبين جماهيره التي كانت غائبة في كل فترات البطولة ولم تحضر سوى في المباراة النهائية التي خسر خلالها الأخضر الكثير من الفرص التي كانت مهيأة له لحصد اللقب وإدخال الفرحة في نفوس الجماهير السعودية التي أصبحت لا تثق في المنتخب والقائمين عليه وشكل ذلك فجوة كبيرة بين تلك الجماهير ومنتخبها وظهر هذا جلياً في بطولة خليجي (22) بالرياض ومقاطعة الجماهير للأخضر لعدم قناعتها الفنية بأداء المدرب الإسباني لوبيز كارو ولغياب الأخضر عن الإنجازات منذ عقد من الزمان . هذا الغياب كان يحتاج من بطولة تروي العطش الطويل وتعوض النكسات المتكررة التي تلاحق الأخضر من بطولة لأخرى والمستويات المتذبذبة وكثرة المدربين والمدارس التي مرت على المنتخب في العشرة سنوات الأخيرة أرهقت هذا العملاق العربي والآسيوي كثيراً وجعلته حقل تجارب للمدارس الكروية وأصبح كل اللاعبين ينضمون له مهما كانت المستويات وأصبح المرأة الحقيقة للعبث والفشل الإداري الذي يحيط بالمنظومة الكروية بشكل عام وكل ذلك لا تتحمله الرئاسة العامة لرعاية الشباب وحيدة أو إتحاد كرة القدم أو مسؤولين حالياً في المنتخب ولكن حتى الأندية تتحمل الجزء الأكبر مما يحدث في منظومة العمل الكروية فالمنتخب نتاج لذلك التخبط الحاصل في الأندية والتي غابت هي الأخرى عن البطولات الخارجية طيلة العقد الماضي فالمنظومة الرياضية السعودية تحتاج لإعادة تأهيل واستراتيجيات جديدة للعمل الإداري والتركيز على القاعدة والفئات السنية الغائبة عن الانجازات على الصعيد القاري والدولي فلا يوجد هدف واضح للأخضر ولم ينجح مسيروه في إيجاد مدرب مناسب ومنذ إقالة الهولندي ريكارد الذي كلف ميزانيات اتحاد القدم الأموال الطائلة تجاوزت (90) مليون تورط بها اتحاد الكرة الحالي بقيادة أحمد عيد عين الإسباني لوبيز مدرباً مؤقتاً بعد أن كان مستشاراً فنياً في الاتحاد السعودي وكان استمراره بعد تأهل الأخضر إلى نهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا 20015م أكبر خطأ أرتكب من قبل الاتحاد الحالي فالنتائج في المباريات الودية كانت مخيبة واستمر على نفس المنوال في بطولة خليجي (22) رغم وصوله للنهائي إلا أن الأخضر لم يقدم المستوى الفني المأمول منه في ظل وجود أسماء لامعه ونجوم باستطاعتها حمل البطولات في حال توظيفها الفني بالشكل السليم . ظلت مطالبات الجماهير الرياضية منذ فترة طويلة تطالب اتحاد الكرة بإقالة المدرب لوبيز إلا أن إصرار الاتحاد على الاستمرار به جعل الجميع يصطدم مع اتحاد الكرة سواء من إعلاميين وجماهير وكانت النتيجة أن الخصام ظهر في البطولة الخليجية سواء عبر المدرجات أو المساندة أو التغطية الإعلامية للبطولة ورغم التحركات التي يقوم بها اتحاد القدم حالياً لرأب الصدع ومحاولة استرضاء محبي الأخضر بالبحث عن مدرب بديل لبطولة أمم آسيا المقبلة والتي لم يتبق عليها سوى شهر ونصف إلا أن الشارع الرياضي ساده التشاؤم بما سيقدمه الأخضر في القادم من المباريات في ظل الإحباط الكبير الذي تعيشه الجماهير بعد نكسات متواصلة كان آخرها ليلة الخميس الماضي وخسارة نهائي كأس الخليج أمام قطر على ملعب إستاد الملك فهد الدولي بالرياض فالكل يتطلع لعمل شاق وجاد من قبل الجميع ولالتفاف حول الأخضر وتجهيزه للبطولة الأهم كأس أمم آسيا التي يود مسح الصورة الهزيلة التي ظهر بها في نسخة 2011م بالدوحة .