مالم تقله الشاعرة أن استنزاف الحروف بهذا الكم الهائل بُغية ارضاء القراء مفسدة لذائقتها قبل ذائقتهم، وعدوان سافر على شعورها يجر على شعورهم عدوان آخر، ولهذا ينعدم الابتكار ويخبو الشعر. الشاعرة أحيانًا إن لم يكن غالبًا_في موقع التواصل (تويتر)، والمتواجدة في مجموعات (الواتس أب) أداة لتفريخ القوافي من مطلع الشمس إلى مغيبها، مع كل مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة تعنيها أو لا تعنيها المهم أن تتواجد وإن كان لها السبق فهذا الأهم!. هذا مايدفع البعض لخلق هالة وهمية عن إحساس تتميّز به الشاعرة عن غيرها!، والحقيقة أن كل إنسان يملك قدرًا من الإحساس لكن طريقة التعبير هي من يصنع الفارق. وهم الهالة دفع البعض من غير الشعراء إلى اعتبار أن من يرتبط بشاعرة سيقضي حياته في سعادة وهناء متنقلًا بين بحور الشعر التي تُسبّح بحبه، وتُرتّل مزاياه ومناقبه وإن كانت كذبة من حياكة الشاعرة، وهذا عكس مايراه أغلب الشعراء الذين لا يفضلون هذا الارتباط إما لأن إيمان الشاعر بالحب لايتجاوز حناجر الحروف التي يكتبها، أو لعدم ثقته بنفسه وبجدارته في استحواذها قلبًا وقالبًا فتفكيره مُنصب حول عدم رغبته في الارتباط بشاعرة أدمنت الكتابة في الحب، الذي هو من منظور اجتماعي حلال عليه وبركة على حروفه بينما هو حرام عليها ونقمة على حروفها ولا بأس بالوقوف عند حدود التمني بأن يُكتب فيه بيت واحد، ولا بأس بالاستمتاع بما تكتب عن الحب وطريقة تعاطيها مع فنونه وإن لم يكن كُتب له. وبعيدًا عن الشعراء وغير الشعراء الحقيقة البازغة كشمس النهار أن الأنثى شاعرة وإن لم تُعنى بكتابة الشعر، فنظرتها بيت شعر، وصمتها قصيدة، وبقية حياتها ديوان كامل وخسارتها أذان بانطفاء الحياة في الرجل وفي الشعر. بقي أن أعطّر المقال بذكر شاعرة من شاعرات (تويتر) اللواتي تشرّفت بقراءتهن (مريم الزعبي) المتميزة بجلالة الحضور، ورزانة الشعور،المتمكّنة من انسياب الشعر تاركة له مهمّة جرف كل صورة إلّا صورة المشهد الذي ترسمه فيرضى الشعر وترضّى عنها كل أنثى تحدّثت على لسانها: الليل شبّاك السهر والمواعيد للعاشق اللي للحزن صكّ بابه لو فاد ظلّ الغيم في جرهد البيد مااستوحش اصفرها دموع السحابة