أكد الدكتور والشاعر صالح الشادي أن الساحة لا تستحق الظهور في هذا الوقت وذلك من خلال القصائد الغنائية، حيث أوضح في تصريح خاص ل «شمس» أن الأمر بات لا يشجع في الظهور خصوصا بعد ظهور عدد من الأغاني التي لا تمت للشعر وللكلمة الصادقة وقال: «بما أنني في الفترة الماضية لم أكتب شيئا يستحق أن أظهر من خلاله على مستوى الأغنية فضلت الابتعاد قليلا لحين وجود شيء يستحق أن أقدمه على الرغم من أن هناك الكثير من الفنانين الأصدقاء الذين اتصلوا بي أكثر من مرة من أجل كتابة أغنية إلا أنني لم أجد ما يرقى لذائقة المستمعين». الشادي اتهم نفسه بالتقصير مع عدد من الفنانين وقال: «حقيقة أنا مقصر في حق بعض الفنانين الأصدقاء والذين كانوا يرغبون في التعاون معي»، مشددا على أنه وهب قصائد غنائية للوطن، حيث تم تنفيذها من قبل التليفزيون ولكنها أهملت، كما بين أن الساحة تعج بالشعراء الشباب والذين يملكون النفس الطويل في كتابة الأغنية بشكل مستمر». وأوضح الدكتور الشادي أنه لا يحمل في طياته الجديد من حيث القصائد بشكل عام، حيث أكد أن المشاغل الأخرى أبعدته قليلا، مشيرا إلى أنه يفتقد الوقت لجمع الأعمال الشعرية وطرحها، معللا بأن الوقت والظرف كانت تمنعه، حيال ذلك وإصدار الجديد له. وقال الشادي حيال القصائد الغنائية «التعامل مع الأغنية مجرد هواية ولا يزال ولست شاعرا محترفا، وأنا أكتب وأعبر عن حالة فقط، وقد تأتي تلك الحالة وقد لا تأتي، وأغلب المشاعر التي تنتابني تأخذ مكانها إلى الأقراص المدمجة للحفظ، فالكثير منها لا يتناسب مع واقع الحال، بمعنى أنها غير صالحة للنشر». وتابع: «وبعضها لا يتناسب طرحه في هذا الوقت من تاريخ الشعب العربي، أما عن الأغاني، فهناك مبدعون يكتبون على مدار الوقت، ولهم مني كل الود.. ونصيحتي لهم أن يقتربوا من البوح الصادق قدر المستطاع، ليتحقق الهدف من العمل الفني، بمفهوم الرسالة». وأشار الدكتور الشادي إلى أن مفهوم التنافس في الشعر غايب تماما، حيث إن الشعراء مكملون لبعضهم، وتحدث المنافسة فقط في النظم، حيث إن هناك جيلا من الشعراء تواجدوا على الساحة أخيرا، ويعتبر رافدا للشعر بكل مفاهيمه ومعانيه. وأضاف: «الساحة الآن جميلة بشعرائها ومبدعيها، وكل يعبر حسب رؤيته وفهمه، أما النضج فهو مسألة وقت، ولا يطالب الشاعر بما لا يستطيع، لكن محاولة التحديث ومواكبة إيقاع العصر النفسي والمعنوي أمر مهم، وكذلك التنويع في مضامين الشعر، فالقصيدة ليست أنثى فقط». وأبان الشاعر الشادي أن التواجد والظهور لهؤلاء الشباب أمر محمود، حيث هناك حاجة إلى تلك الأرواح المليئة بدعوات الحب والتفاؤل، حيث إن الجفاف الإنساني قاتل، والحياة بحاجة إلى قطرات من المشاعر لإنعاشها، مؤكدا أن رسالة الشاعر أكبر من مجرد التواجد والحضور. ولفت الشادي إلى أنه لا يوجد أي مخلوق لا يشعر أو يعاني أو يحب سواء صغيرا أو كبيرا، والجميع بحاجة لتلك النفحات التي تذكر بالإنسانية، مشيرا إلى أن الهالة التي تحضر من شعراء البرامج فلابد من حضورها طالما أن هناك عطاء قائما، ويعتبر أمرا جيدا وطبيعيا.