في الكتابة لكل منا بصمته التي تتشكّل من عوامل عديدة أهمها نمط الشخصية، والكُتب وكتّابها الذين أدمن على تعاطيهم صاحب البصمة، وانحنى لهم اعجابه. هذه البصمة مع التقادم يصبح من الصعب تغيرها، لأن تغيرها يعني إلغاؤها وبالتالي إلغاء صاحبها لهذا كانت الحرب المستميتة في نقد فلان لمحاولة تغييره مضيعة للوقت والجهد. تنوع البصمات الكتابية المختلفة يشي بحرية يتمتع بها الكاتب والشاعر ويتيح للمتلقي خيارات متنوعة، ويعطي انطباعًا جيدًا عن الحركة الثقافية أما النُسخ المكررة والتقليد الأعمى لأسلوب فلان وفلان يفتقر للوعي الثقافي ،والمصلحة الاجتماعية. جميل أن تنشق الأجيال عن الأجيال السابقة، وتشتغل وتشتعل بالجديد على أن لا تنفر من الماضي أو مِن مَن يخالفها الفكر والأسلوب فالتنوع هو الثراء الحقيقي، وهذا هو الهدف الذي ينبغي وضوحه للمجدد. الإنشقاق عن التبعيّة والتحليق يحتاج لوعي شامل بمسالك الطريق ومنحدراته، ونظرة ثاقبة في الأفق، وتقديرًا وعرفانًا بأهمية النقد، وإيمانًا بقدرات وإمكانيات الذات وكل هذا ثبت توفره في آخر المنشقين "عبد الله الكايد " الذي صرح ب :( لم يعد الوزن يعنيني كما كان في السابق، بعض الهنّات الخفيفة تحمل الكثير مما في روحي، والهكيل التنظيمي للنص لا يعنيني من أصله) وهو حر فيما يختاره وعليه تحمّل ومواجهة الناس بخياراته والدفاع عنها وعن حقه في الحرية بما يراه مناسبًا خصوصًا إذا قرر النشر. (الكايد) جديرٌ بالتقدير و له القدرة على إستخدام مفردة بسيطة تتوغل في المتلقي لتبني معناها في العمق،وهو قادرا على تشكيل قالب إيقاعي يتحد مع الصورة فتتشابك الألفاظ المختارة وتتناسب مع الأسلوب والنتيجة تجلّي جماليات النسق العام للنص. أغيب بداخلي غيبة بقايا عطر بثيابك أدور للأمل فيني سحابة تغرق آلامي واسابق روحي الولها من اسبابك على بابك واقول الروح تلحقني واشوف الروح قدّامي