واجهت الحكومة الألمانية ردود فعل غاضبة من تركيا واتهامات بالنفاق من المعارضة الألمانية بعد تقارير إعلامية عن أن وكالة المخابرات تجسست على حليفتها في حلف شمال الاطلسي. وذكرت التقارير أيضا أن الوكالة تنصتت على المكالمات الهاتفية لاثنين من وزراء الخارجية الأمريكية وهو نفس النشاط الذي انتقدت من أجله المستشارة أنجيلا ميركل واشنطن. واستدعت تركيا السفير الالماني وطالبته بتقديم تفسير كامل بعد تقرير مجلة دير شبيجل الذي ذكر ان وكالة المخابرات الخارجية (بي.إن.دي) تجسست على تركيا على مدى سنوات وأنها اعتبرت أنقرة هدفا مهما للتجسس في وثيقة حكومية ترجع لعام 2009. ووصفت وزارة الخارجية التركية التقرير الذي نشر في مطلع الاسبوع بأنه "سيكون غير مقبول على الاطلاق" اذا ثبتت صحته. وقالت الخارجية التركية في بيان "ننتظر من السلطات الألمانية تقديم تفسير رسمي مقبول بشأن المزاعم الواردة في وسائل الإعلام الألمانية وإنهاء هذه الأنشطة فورا إذا ثبتت صحتها." وامتنعت برلين عن التعليق بشأن مراقبة تركيا أو تقارير في صحيفة سويدويتشه تسايتونج ومحطتي بث بأن وكالة المخابرات تنصتت "بالصدفة" على مكالمات هاتفية لوزير الخارجية الامريكي جون كيري وسلفه هيلاري كلينتون. وقالت ميركل في أكتوبر تشرين الأول بعد تقارير عن أن الولاياتالمتحدة كانت تراقب هاتفها المحمول إن "التجسس بين الاصدقاء غير مقبول على الإطلاق". وردا على سؤال بشأن الأنباء عن حدوث تجسس قالت ميركل خلال زيارتها إلى لاتفيا يوم الإثنين إنه ليس بمقدورها التعليق على أنشطة أجهزة المخابرات وأوضحت أن تصريحها المتعلق بالتجسس على الأصدقاء كان في سياق خاص بالعلاقات الأمريكية الألمانية. وزادت تسريبات إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية بشأن أعمال المراقبة من عدم ثقة ألمانيا في واشنطن. وفي خلاف علني غير معتاد بين الحليفين الوثيقين إبان الحرب الباردة طلبت برلين من أكبر مسؤول بالمخابرات الأمريكية في ألمانيا مغادرة البلاد في يوليو تموز بعد ان اكتشف الالمان عميلا مزدوجا في وكالة المخابرات الالمانية الخارجية اعترف بتمرير وثائق الى الامريكيين. والآن تتهم المعارضة الالمانية الحكومة بالنفاق. وقال سايمون بيتر الرئيس المشارك لحزب الخضر انه "من غير المفهوم" ان تكون ألمانيا "تتجسس بنشاط على دول حليفة" بعد غضبها من أنشطة وكالة الامن القومي الامريكية. وقالت كاتيا كيبنج من حزب اليسار المتشدد الذي كان هو نفسه هدفا لتجسس وكالة المخابرات المحلية في السنوات الاخيرة إن وكالة المخابرات الخارجية (بي.إن.دي) هي "دولة داخل الدولة" وهناك حاجة لكبح جماحها.