يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات خطيرة في العلاقة بين تركياوألمانيا، بسبب مزاعم تجسس قامت بها برلين ضد أنقرة، بحسب تقارير إعلامية. وواجهت الحكومةُ الألمانية ردود فعل غاضبة من تركيا واتهامات بالنفاق من المعارضة الألمانية، الاثنين (18 أغسطس 2014)، بعد تقارير إعلامية عن أن وكالة المخابرات تجسست على حليفتها في حلف شمال الأطلسي. وفقًا لما ذكرته "رويترز". وذكرت التقارير أيضًا أن الوكالة تنصتت على المكالمات الهاتفية لاثنين من وزراء الخارجية الأمريكية، وهو نفس النشاط الذي انتقدت من أجله المستشارة أنجيلا ميركل واشنطن. وبحسب "رويترز" فإن تركيا استدعت السفير الألماني، وطالبته بتقديم تفسير كامل بعد تقرير مجلة دير شبيجل الذي ذكر أن وكالة المخابرات الخارجية (بي.إن.دي) تجسست على تركيا على مدى سنوات، وأنها اعتبرت أنقرة هدفًا مهمًّا للتجسس في وثيقة حكومية ترجع إلى عام 2009. ووصفت وزارة الخارجية التركية التقرير الذي نُشر في مطلع الأسبوع بأنه "سيكون غير مقبول على الإطلاق" إذا ثبتت صحته. وامتنعت برلين عن التعليق بشأن مراقبة تركيا أو تقارير في صحيفة سويدويتشه تسايتونج ومحطتي بث بأن وكالة المخابرات تنصتت "بالصدفة" على مكالمات هاتفية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري وسلفه هيلاري كلينتون. وقالت ميركل في أكتوبر بعد تقارير عن أن الولاياتالمتحدة كانت تراقب هاتفها المحمول، إن "التجسس بين الأصدقاء غير مقبول على الإطلاق". وزادت تسريباتُ إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية بشأن أعمال المراقبة من عدم ثقة ألمانيا في واشنطن. وفي خلاف علني غير معتاد بين الحليفين الوثيقين إبان الحرب الباردة، طلبت برلين من مدير محطة المخابرات الأمريكية في ألمانيا مغادرة البلاد في يوليو تموز بعد أن اكتشف الألمان عميلا مزدوجًا في وكالة المخابرات الألمانية الخارجية اعترف بتمرير وثائق للأمريكيين. وتتهم الآن المعارضة الألمانية الحكومة بالنفاق، وقال سايمون بيتر الرئيس المشارك لحزب الخضر إنه "من غير المفهوم" أن تكون ألمانيا "تتجسس بنشاط على دول حليفة" بعد غضبها من أنشطة وكالة الأمن القومي الأمريكية.