قال ضابط كبير إن الجيش أغلق يوم الخميس مناطق ريفية في سيراليون تفشى بها فيروس إيبولا القاتل بعد أن أعلنت ليبيريا المجاورة حالة الطوارئ للتعامل مع أسوأ تفش للمرض الذي أودى بحياة 932 شخصا. واصطف الليبيريون القلقون أمام البنوك وسارعوا الي شراء المواد الغذائية في أسواق العاصمة مونروفيا لتخزينها بينما استقل آخرون الحافلات إلى المناطق التي لم تتأثر بعد في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بعد أن أعلنت رئيسة البلاد إيلين جونسون سيرليف حالة الطواريء لمدة 90 يوما في وقت متأخر يوم الأربعاء. وتسمح حالة الطواريء للحكومة الليبيرية بتقييد الحريات المدنية ونشر قوات الجيش والشرطة لفرض حجر صحي على البلدات المتضررة بشدة في محاولة لاحتواء الوباء الذي تفشى في أربع دول بغرب أفريقيا. وبينما أقامت القوات نقاط تفتيش خارج مونروفيا على الطرق المؤدية إلى بعض البلدات الأسوأ تضررا بررت جونسون سيرليف هذه الإجراءات بالقول إن حالة الطوارئ ضرورية "لبقاء دولتنا وحماية أرواح شعبنا." وفي جنيف من المقرر أن يعقد خبراء من منظمة الصحة العالمية اجتماعات لليوم الثاني للاتفاق على إجراءات طارئة للتعامل مع الفيروس الشديد العدوى وتحديد ما إذا كانوا سيعلنون حالة طوارئ صحية دولية. وحث متخصصون في فيروس إيبولا منظمة الصحة العالمية على منح الأفارقة فرصة للحصول على علاج تجريبي يعتمد على نبات التبغ بعد تجربته على موظفين في منظمة خيرية أمريكية أصيبا بالفيروس في ليبيريا. وطلبت المنظمة من خبراء في الاخلاقيات الطبية تقييم هذا البديل الأسبوع القادم. ويتطلع كثيرون في ليبيريا -وهي دولة أسسها أحفاد لعبيد أفارقة محررين واشتق اسم عاصمتها من اسم الرئيس الأمريكي الاسبق جيمس مونروي- إلى الولاياتالمتحدة وقت الأزمات مثلما فعلوا أثناء الحرب الأهلية بين عامي 1989 و2003 التي خلفت نحو ربع مليون قتيل. وقالت نانسي بوري التي تدير متجرا صغيرا في حي جونسونفيل "نحتاج إلى مساعدة أمريكا. نحتاج للمساعدة." وأضافت قائلة "هذه بداية محنة. تسعون يوما من الخوف والمعاناة." ويودي فيروس إيبولا الذي يعد من أشد الأمراض فتكا بحياة 90 بالمئة من المصابين. واكتشف في جمهورية الكونجو الديمقراطية في عام 1976 قرب نهر إيبولا ويعتقد أنه انتقل من هناك إلى دول غرب أفريقيا. ورغم أن معظم الحالات تتركز في مناطق حدودية نائية في غينيا وسيراليون وليبيريا فقد تزايد الانزعاج من تفشي إيبولا الشهر الماضي عندما توفي مواطن أمريكي في نيجيريا أصيب بالفيروس بعد وصوله من المنطقة. وتوفيت الممرضة التي عالجت المواطن باتريك سوير في لاجوس وجرى عزل خمسة أشخاص آخرين على الأقل ظهرت عليهم أعراض المرض مما يزيد المخاوف من تفشيه في المدينة التي يقطنها أكثر من 21 مليون نسمة. وفي بنين قالت وزيرة الصحة دوروثيه جازارد على شاشات التلفزيون الرسمي اليوم الخميس إن مستشفى في العاصمة يعالج رجلا نيجيريا يشتبه باصابته بالايبولا وان عينة من دمه ارسلت إلى السنغال لاجراء الفحوص عليها. ولم تتأكد اصابة الحالة بالمرض إلا ان إعلان جازارد أثار مخاوف واسعة في كوتونو. وقال كثيرون إنهم سيخزنون المواد الغذائية وسيتوقفون عن تناول الطعام في المطاعم العامة لتجنب اي احتمال للاصابة. وفي السعودية توفي في جدة أمس الأربعاء رجل يشتبه بأنه أصيب بالفيروس بعد زيارة عمل الي سيراليون. وأوقفت شركات طيران كبرى مثل بريتش إيروايز وطيران الإمارات رحلاتها إلى الدول المتضررة بينما يغادر كثير من الأجانب هذه الدول. وفي شرق سيراليون أسوأ المناطق تضررا قال قائد الشرطة إنه جرى نشر قوات الأمن الليلة الماضية "لفرض حصار كامل" على منطقتي كينيما وكايلاهون بإقامة 16 نقطة تفتيش على الطرق الرئيسية. وقال ألفريد كارو-كامارا لرويترز "لا يسمح لأي مركبة أو أشخاص بدخول المنطقتين أو الخروج منهما" مضيفا أن الإجراءات ستستمر مبدئيا لمدة 50 يوما.