بدأ النازحون الفلسطينيون بالعودة إلى منازلهم في قطاع غزة صباح الثلاثاء بعد دخول التهدئة بين إسرائيل وحركة "حماس" حيز التنفيذ - مدة 72 ساعة -، ليكتشفوا مدى الدمار والخراب الذي أصاب مناطقهم، وتحول بيوتهم وأحياءهم إلى أنقاض جراء الغارات الإسرائيلية التي استمرت 30 يوما. وقد اغتنم المواطن الفلسطيني خيري المصري الإعلان عن التهدئة للعودة إلى منزله في بلدة بيت حانون، ولكنه رأى مشهدا يفوق الوصف، حيث لم يبق منه سوى أنقاض.واضطر خيري وزوجته وأطفاله الثلاثة إلى ترك منزلهم الأبيض مع ساحته المزروعة بالليمون والنخيل بعد إعلان إسرائيل توسيع عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة وشن هجوم بري في 17 من تموز/يوليو الماضي. * مستشفيات غزة ويتساءل خيري بدهشة "هل هذه بلدتي فعلا؟" وهو يقف أمام مشهد من المنازل المنهارة. وتبدو أثار الدبابات الإسرائيلية ظاهرة على الشوارع الرملية بينما تترامى جثث حمير ميتة في الطريق. وما زال هيكل المنزل قائما ولكن الجدران ثقبت تماما. وعثر على قذيفة هاون في غرفة المعيشة وقاذفة بازوكا مضادة للدروع على الارض، وكتابات باللغة العبرية على جدار قريب ما يشير إلى أن الجنود الإسرائيليين استخدموا المنزل. ويتساءل خيري الذي عاد وحده لتجنيب عائلته رؤية المنزل "ماذا سأقول لزوجتي وأولادي؟ لا أريد أن يروا ذلك. قد يصابون بالجنون. كيف أشرح لهم كل هذا؟". وأضاف وهو يتمشى بين الأنقاض "ماذا فعلنا نحن للمجرم نتانياهو؟" (رئيس الوزراء الإسرائيلي). وتوجه آلاف الغزيين الذين اضطروا لترك منازلهم لتفقدها أو ما تبقى منها. وتقول زكية شعبان وهي أرملة تبلغ من العمر (74 عاما) لوكالة فرانس برس "بكيت عند وصولي إلى البيت. كل ما جمعته طوال حياتي كانت هنا. في هذه الغرفة. ولكن لم يبق شيء". ويبدو الدمار واضحا في شمال القطاع، حيث جاء محمد (22 عاما) لتفقد شقة عائلته الواقعة في برج دمر تماما "دمر كل شيء، لا يوجد مكان يصلح لأن نسكن فيه" سوى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أو عند الأقارب. وأضاف "يجب هدم كل شيء وإعادة بنائه مرة أخرى". وأكد وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني مفيد حساينة أن "آلاف المنازل دمرت بشكل كامل بالإضافة إلى منازل تضررت بشكل جزئي"، معربا عن أمله بانتهاء القتال للبدء في إعادة إعمار غزة بالتعاون مع المانحين الأجانب. وقدر مسؤول في وزارة الاقتصاد الفلسطينية الثلاثاء قيمة الخسائر المباشرة للعملية الإسرائيلية ضد قطاع غزة بين 4 إلى 6 مليار دولار. وبينما ينتظر بعض الغزيين بدء مشاريع إعادة الإعمار والتي قد تستغرق وقتا طويلا، قرر خضر المصري ومجموعة غيره النوم فوق أنقاض منازلهم. ويشير مواطن فلسطيني قرر النوم على قطعة من الخرسانة "إنه أمر خطر ولكنه جيد. سأبقى هنا خلال التهدئة. وفي حال استئناف الحرب سأعود" إلى ملجأ آخر.