فى الليل عمقُ وفى الدجى نفق لو صُبَ فيه الزمان لابتلعه لو افزع الفجر ذو الجوانب في أدنى إناء من عنده وسعه والقائل هو شاعرنا أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي شاعر سوداني معروف ولد في بيئة ذات فضل وثقافة دينية محافظة ذات تعاليم وتقاليد في أم درمان عام 1912 م.ثم دفع وهو صغير إلى خلوة عمه الشيخ محمد الكتيابي، فحفظ القرآن الكريم ومشى في طريقه إلى المعهد العلمي في أم درمان فلم تختلف بيئته، وألم في المعهد بعلوم اللغة العربية والفقه وابتدأ يقرض الشعر بين أنداده وتوفي في الخامسة والعشرين من عمره. كتبَ عن التجاني الدكتور عبد المجيد عابدين ومحمد محمد علي وعبد الله الشيخ البشير وأحمد عبدالله سامي وغيرهم وكان آخر الكاتبين بدر الدين هاشم وعبد الهادي الصديق والدكتور محمد عبدالحي. وقال عنه الدكتور يوسف عايدابي:"الشاعران المتشابهان هما أبو القاسم الشابي (تونس) والتجاني يوسف بشير (السودان). ولئن عرف الأول عربياً وذاع صيته، فإن الآخر ظل متروكاً غير معروف، رغم قدحه الأعلى وقيمته الشعرية الكبرى في ما يظن النقاد من أهل السودان المنسي ذكرهم عربياً. وعليه، فيستحق التجاني (الشبيه المنسي) في ذكرى (الشبيه الذائع) الشابي بعض الإضاءة والتعريف به ويشعره أملاً في أن يحتل بعض مكانة غير جاهزة له بعد". وللتجاني يوسف بشير ديوان باسم (إشراقة) ومن قصائده: قم يا طرير الشباب غنِِ ِ لنا غنِِ ِ يا حلو يا مستطاب أنشودة الجن وأقطف لي الأعناب وأملأ بها دني من عبقري الرباب أو حرمِ ِ الفن ِ سح فى الرُبى والوهاد واسترقص البيدا وأسكب على كل ناد مايسحر الغيدا وفجر الاعواد رجعاً وترديدا حتى ترى فى البلاد من فرحةٍ عيدا...