984 ألف برميل تقليص السعودية إنتاجها النفطي يومياً    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    «مهاجمون حُراس»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    قبل مواجهتي أستراليا وإندونيسيا "رينارد" يستبعد "العمري" من قائمة الأخضر    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    «الدبلوماسية الدولية» تقف عاجزة أمام التصعيد في لبنان    البنك المركزي السعودي يخفّض معدل اتفاقيات إعادة الشراء وإعادة الشراء المعاكس    حديقة ثلجية    الهلال يهدي النصر نقطة    رودري يحصد ال«بالون دور» وصدمة بعد خسارة فينيسيوس    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    لحظات ماتعة    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي    ما سطر في صفحات الكتمان    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    وزير الصحة يتفقد ويدشّن عدداً من المشاريع الصحية بالقصيم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    جودة خدمات ورفاهية    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    ترسيخ حضور شغف «الترفيه» عبر الابتكار والتجديد    كولر: فترة التوقف فرصة لشفاء المصابين    الأزرق في حضن نيمار    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    الغرب والقرن الأفريقي    نعم السعودية لا تكون معكم.. ولا وإياكم !    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    الاتحاد يتغلب على العروبة بثنائية في دوري روشن للمحترفين    ضبط شخصين في جدة لترويجهما (2) كيلوجرام من مادة الحشيش المخدر    المربع الجديد يستعرض آفاق الابتكار الحضري المستدام في المؤتمر العالمي للمدن الذكية    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    المريد ماذا يريد؟    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    الدولار يقفز.. والذهب يتراجع إلى 2,683 دولاراً    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ليل عروس الشمال    التعاطي مع الواقع    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أضواء على (بيت الشعر) وأنشطته في الشارقة
نشر في البلاد يوم 10 - 04 - 2009

الشارقة إحدى كُبريات المدن العربية التي يُشار إليها بالبنان نظراً لتطورها العمراني وحركتها الاقتصادية وازدهارها التجاري والسياحي، وهي إحدى إمارات دولة" الإمارات العربية المتحدة "، وقد أخذت هذه المدينة بالنمو شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت إلى مستويات كبيرة جداً من التقدّم في التخطيط العمراني الحديث. وفي الشارقة العديد من المؤسسات الثقافية اخترنا منها " بيت الشعر" الذي حظى باهتمام كبير من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة وذلك إثراء للثقافة والفكر والأدب والإبداع، وإيماناً منه بأهمية الشعر العربي ودوره الفاعل في الحركة الثقافية في المجتمع لذلك افتتح "سموه" بيت الشعر في 4 نوفمبر 1997م وسط احتفالية بهيجة رائعة، حضرها جمع غفير من كبار الأدباء والشعراء والنقّاد والمثقفين العرب والأجانب، وألقيت في تلك المناسبة الخطب والأشعار والأهازيج التراثية والشعبية احتفاء بهذا المنجز الثقافي الكبير الذي يضاف إلى سلسلة الإنجازات الثقافية الرائدة التي احتضنتها إمارة الشارقة.
ويحتضن بيت الشعر كل اتجاهات الشعر وأجناسه الكلاسيكية والحداثية، والنبطي، ويغترف من تجارب الشعراء والمبدعين بلا استثناء؛ ليملأ كل الفضاءات ويلف العالم بجمالية القيم العربية، والإسلامية والإنسانية.
يتربع بيت الشعر وسط ساحة الآداب بمنطقة الشارقة القديمة خلف مجمع البنوك، ويحتوي على قاعات عدة منها: قاعة المكتبة والمطالعة، وتحتوي على ما يقرب من "15000" خمسة عشر ألف عنوان متخصص في تاريخ الشعر ودراساته ونقده ومراجعه ودواوينه من الجاهلية إلى وقتنا الحاضر، فضلاً عن ركن خاص بأعمال كبار الشعراء العالميين، والشعر المترجم من العربية وإليها، كما يحتوي بيت الشعر على قاعة " منتدى الثلاثاء " للندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية والورش الثقافية، إضافة إلى قاعدة مجلس الشعراء ويضم نخبة من الشعراء للاستفادة من آرائهم وتوجيهاتهم في رفد الحركة الشعرية، ويضم أيضاً قاعة مسؤول بيت الشعر وقاعة مسؤول الأنشطة الثقافية وقاعة الضيافة، أما عن أهداف بيت الشعر فهي تتلخص في: تأصيل دور الشعر والشاعر في الحركة الثقافية والمجتمع، وإيصال صوت الشعر إلى قطاعات المجتمع كافة، وتوثيق الحركة الشعرية المحلية والخليجية والعربية، والتفاعل مع الحياة الشعرية وطنياً وعربياً وإنسانياً، ودعم الشعراء وتشجيعهم مادياً ومعنوياً، والبحث في جماليات الشعر العربي وبثها في دنيا الناس، والبحث والدراسة في شعر وشعراء الإمارات خاصة والوطن العربي عامة، أما عن أنشطة بيت الشعر على مدى السنوات الماضية منذ تأسيسه فقد نظّم عدة مهرجانات للشعر العربي الفصيح والنبطي، كما نظّم العديد من الندوات والمحاضرات ذات العلاقة الوطيدة بالشعر والنقد، قدمها نخبة من الأساتذة واستضاف ولا يزال يستضيف عدداً كبيراً من شعراء دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، والوطن العربي المحيط إلى الخليج، ونظم وينظم عدداً من الدورات التدريبية والأنشطة الثقافية للناشئة والموهوبين في فن الشعر، ويشرف على تلك الدورات أساتذة متخصصون، كما دأب بيت الشعر على تنظيم احتفال خاص بمناسبة اليوم العالمي للشعر في الحادي والعشرين من مارس من كل عام، وفي الوقت نفسه تقريباً يقيم أنشطة متنوعة في المنطقة الشرقية على مدى ثلاثة أيام سنوياً.
ويحظى بيت الشعر برعاية كريمة ودعم دائم من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو مجلس الدولة حاكم الشارقة، مما جعل تأثيره يمتد، ويتسع لشمل الوطن العربي والعالم أجمع، خدمة للحرف العربي وللغة القرآن الكريم والموروث الأدبي العربي الخالد.
وكان من أواخر المناسبات الثقافية التي أحياها بيت الشعر ملتقى الشارقة للشعر العربي السابع، والذي عُقد في الفترة من 26 – 31 يناير 2009م وعُقدت فعالياته في كل من دار الندوة، وجامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية، وكلية المجتمع خورفكان، والنادي الثقافي العربي، وكان الافتتاح يوم الاثنين 26 01 2009م بدار الندوة-المريجة- بمنطقة التراث، وألقى كلمة الافتتاح الأستاذ عبد العزيز المسلم مدير إدارة التراث والثقافة بالشارقة، ثم ألقى مسؤول بيت الشعر الدكتور بهجت الحديثي كلمة بيت الشعر، ثم كلمة للدكتور عبد المنعم تليمة من مصر، وقصيدة للشاعر عبد الله الهدية من الإمارات، وقدّم الفقرات الأستاذ محمد عبد الله من الإمارات، أما برامج اليوم الثاني فهو عبارة عن الجلسة الشعرية الأولى يوم الثلاثاء 27 01 2009م وكانت بجامعة الشارقة، وقد شارك فيها طلال سالم من الإمارات، ونبيلة الخطيب من فلسطين، الدكتور علي الباز من مصر، وعبدالعزيز صافي الجيل من تونس، وقدّم الشعراء الأستاذ الدكتور رشاد سالم من مصر، أما الجلسة النقدية الأولى فكانت حول (سلطة النص وتعدد القراءات.. محمود درويش مثالا) وعُقدت في دار الندوة – المريجة- منطقة التراث وشارك فيها كل من الدكتور كمال أبو ديب من فلسطين، والدكتور عبد الواحد لؤلؤة من العراق، والدكتور محمد حوّر من الأردن، والدكتور عمر عبد العزيز من اليمن، وقدّمت الندوة الدكتورة فاطمة المزروعي من الإمارات، وعُقدت الجلسة الشعرية الثانية يوم الأربعاء 28 01 2009م بالجامعة الأمريكية، وشارك فيها كل من: خالدية جاب الله من الجزائر، ومحمد إبراهيم يعقوب من السعودية، وقدمت الجلسة الأستاذة رعد أمان من اليمن، كما عقدت في دار الندوة- المريجة- منطقة التراث الجلسة النقدية الثانية (سلطة النص وتعدد القراءات) وهي عبارة عن حوار مفتوح شارك فيه الدكتور عبد المنعم تليمة من مصر، والدكتور عبد السلام مسدي من تونس، والدكتور جعفر العلاق من العراق، والدكتور أحمد الطريسي من المغرب وقدمّ للجلسة الدكتور يوسف عيد أبي من السودان، وفي اليوم الرابع الخميس 29 01 2009م عُقدت الجلسة النقدية الثالثة (سلطة النص وتعدد القراءات) في دار الندوة، وشارك فيها كل من الدكتور يحيى خواجه من سوريا، والدكتور إبراهيم أبوهشهش من فلسطين، والدكتور علي الحضرمي من اليمن، والدكتور الرشيد بوشعير من الجزائر، وقدم الجلسة الأستاذ عبد الفتاح صبري من مصر، كما عقدت الأمسية الشعرية الثالثة في جامعة خورفكان وشارك فيها الدكتورة نوال الحوار من سوريا، والأستاذ يوسف أبولوز من فلسطين، والدكتور حسن الإماراني من المغرب، وقدم للجلسة الأستاذ حسن النجار من الإمارات، وفي اليوم الخامس الجمعة 30 01 2009م عُقدت الأمسية الشعرية الرابعة بالنادي الثقافي العربي وشارك فيها الأستاذة هدى السعدي من الإمارات، والأستاذة سوسن العريقي من اليمن، والأستاذ نور سليمان من مصر، والأستاذ عبد الله محمد العريمي من عُمان، وقدم للجلسة الأستاذ محمد خالد من مصر، وعقدت أيضاً ندوة(سلطة النص وتعدد القراءات) وتناول المشاركون النص الشعري بوصفه أداة للإتصال الأدبي من حيث التفاعل بين النص الشعري والقارئ، كما تناولوا أفق الإنتظار وتأويل النص، وتحولات بناء القصيدة العربية وحداثة النص، وتقنية البناء الشعري وثقافة القارئ.
كما تم افتتاح معرض فوتوغرافيا بعنوان الشعر هو النور والصورة الضوء وقد نظمته جمعية الإمارات للتصوير الضوئي.
ومن الأنشطة التي قام بها بيت الشعر يوم الثلاثاء 10 02 2009 ندوة بعنوان (كيف يدرس الشعر في الجامعات) للدكتور حسن الإماراني والدكتورة زينب بيره شكلي، ورأس الجلسة الدكتور بهجت الحديثي رئيس بيت الشعر، كما أقيمت أمسية شعرية بقصر الثقافة.
وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للاحتفال بالأيام الثقافية العالمية المقررة من المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم " اليونسكو" مثل اليوم العالمي للمسرح ويوم الشعر العالمي ويوم القراءة العالمي نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة احتفالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للشعر مساء السبت 21 03 2009 شارك فيها كل من الشاعر عقيل بن ناجي المسكين من المملكة العربية السعودية، والشاعر عبد الرحمن فخري من اليوم، وشريفة السيد من مصر، والدكتور عارف الشيخ من الإمارات، كما نظم بيت الشعر أمسية أخرى للضيوف مساء الثلاثاء من نفس الأسبوع بالنادي الثقافي العربي.
شارك في الاحتفالية كل من عبد الرحمن قائد من اليمن، والسيدة شريفة السيد من مصر، والسيد عقيل بن ناجي من المملكة العربية السعودية، والسيد عبدالرزاق درباس من سوريا، وقدم الأمسية السيد عبدالفتاح صبري. وتحرص امارة الشارقة على استضافة الشعراء والنقاد والأدباء من الوطن العربي فقد احتضنت خلال يناير الماضي ملتقى الشارقة للشعر العربي في دورته السابعة حيث تم استضافة نخبة من كبار الشعراء العرب. وتأتي احتفالية بيت الشعر بالدائرة لليوم العالمي للشعر في سياق حرصها على مواكبة الحراك الثقافي، ومن القصائد التي أُلقيت في الأمسية الشعرية:
قصيدة (قراءة قصيرة لخط الاستواء) للشاعر عبد الرحمن فخري، من اليمن:
ومن الأصابع أنزل
وعلى أعقاب الشجائر والبنادق
أصعد
أتطاول كالدخان
أطوي أشرعة السحاب
أدخل حُومة التعب
حيث يغسل النور
جلده الدَبق
وجفنه الأبتر، ويستريح
وأدور مع المرافيء
أقطع المنافي البعيدة
وأشفق عليكم
من ظلي الغائب بينكم
أرتحل فوق الطواحين
أنط كالأطفال، على أقواس قُرح
وأنسى إسمي الأول
أدحرج قلعة الأخطبوط
على جسد أنثى
لعلني أتحد – بي
وبالزمن الطائر فوقكم
وتحت أرجل الضفادع
ومع الأبواب
...
أبتّل بالصمت، والمطر الشخصي
ونزيف الظل
أدخل
أخرج
ألتصق بأعمدة الصمغ
في الزحام
وبالأنوف الطويلة
وأوراق الملح
أدخل
أستحين شوك الغار
على الأسوار
على الأدوار
أفق في آخر الساعة
لعلني ألمس الظهر القمريَ
لعذراء الأرض
وعليه أرسم دائرة النور
بالفحم الحجري، وأدخل فيكم
...
من الأصابع أنزل
أصعد:
على أقدامكم، أشجاركم، أيامكم
أعلامكم، أفكاركم، أعراسكم
حتى تنزل الآية عليكم
مثلي،
باللعنة الجديدة
أطوي وجهي
أغرز سيفا بالكتاب
أخرج باسم الفقراء
وأصيح في وادي العصر
يا مراوح طوكيو
أضرمنا النار
وواسينا الجار
لكنا في الصيف، ضيعنا اللبن
...
تسمعني حصاة،
ترجمني،
ويفيض النهر
عذب
ومما قرأته الشاعرة المصرية (شريفة السيد) قصيدة بعنوان (مسافرة للمسافر فيّ):
هي ذي أنا البنت التي
كشفتْ عن الضوء المباغتِ
في حدائق ذلك النهر الشقيّْ
فتفتَّق الخجل المراوغ ُ عن صهيلٍ جامح ٍ
مخبوءةٌ فيه النداوةُ لاتصالٍ بالنقاء القاهريّْ
نهران ِمن عسلٍ وديع..
يرسمان الآنَ أوَّل لوحةٍ
في مرسم الولد الذي فرك الهواء بإصبعَيْهِ
وفكَّ أزرار الكلام المخمليْ..
...
تتحمَّمُ الأوقاتُ فوق بريق أيَّامي
كرائعةِ المغنِّى باحترافٍ دافقٍ دام ٍ شجيّْ
تدلّلُ الفوضى على أرجوحتي
وتشبِّكُ الأحلام في فوضى الربيع الداخليّْ
يتسَّربُ الفرح المؤَّجل ُمن جفوني، من ضلوعي، من يَديّْ
أتعجَّلُ الضَّحكَ الصُراخ َلأنتمي
لعشيرةِ البُلهاء حين تصببوا، وتراقصوا، وتيمَّموا
بحماقة البين الأليم بمشهدٍ (رومانتِكيّْ..)
...
هي ذي أنا ال هَرَبتْ إلى أطيارها
تلهو مع الو دق العَصِيّ
تتلقف القطراتِ في مكرٍ وتودعها أماناتٍ
على طرف النهار فجاء يحبو فوق صدرٍ أنثويّْ
ملأى بشيءٍ هادئٍ
يترقبُ الضوضاءَ من ثقبٍ صغيرٍ
يجبر الأشياء أن تأتى إليّْ
لأعيدَ ترتيبَ البديهيات في جسدٍ
يقول الناسُ عنه سلطوِيّْ
...
القُبلة الأولى تقاتلني وتوحي..
ثم تهمسُ في ربوع النور... فيّْ
مصباحها ألق تلفَّتَ
لم يجد إلاَّى ضوءًا
يلتقي فيه المسافر بالمقيم على مداخل شاطئَيْ
جرداء كانتْ
وابتسامتها مجرد كبرياءٍ صامتٍ ساج ٍعفيّْ
بوسامةِ النبلاء عادت
بعدما حطَّ ابتهالتَهُ على الخد النديّْ
...
هي ذي أنا
بشهادة الرائين لا أحنو، ولا أدنو، ولا وقتٌ لديّْ
أتحَّينُ الفُرصَ،المسافَةَ
وانسحاب الروح لحظة َ خلوتي
ليدلَّني قلبي عليّْ
وأراقبُ الكذبَ الموقَّرَ تحتَ جِلدي
وهو في صمتٍ يداعب ناظِرَيّْ
ويمر في صبرٍ على مائي
كما يخطو على الماء الوليْ.
ومما قرأه الشاعر السعودي عقيل بن ناجي قصيدة بعنوان(شاطره الحزن)، وقد أهداها إلى إلى الأستاذ الشاعر الكبير بدوي السعيد راضي، مُداخلة في عالم ديوانِه " خولة لا تقرأ الشعر ":
شاطَرَهُ الحزنُ.. زفيركَ الذي ما زالَ يعدو..
محمحماً.. وغاضبا.
مازالَ في ساحتِهِ يرمي صهيلاً لاهبا..
كأنّهُ البرقُ يشدُّ سمعنا
كأنّهُ الرّعدُ يدقُّ أفقَنا
مُزمجراً.. ومُرعبا
...
بدوتَ في معاركِ الهوَى تسلُّ حربةً لا تنثني..
تسطّرُ الهممْ..
وحبّك القديم لمْ ينَمْ..
فكيفَ للضميرِ أنْ ينامْ ؟!.
.. وقلبُكَ المضيء ينثرُ الهيامْ..!
وحلمُكَ البهيُّ قدْ رَكَزْتَهُ بكلِّ أرضٍ كالعَلَمْ..
...
يا خولُ لا..
.. لا تهربي..
ولتَقرأي أشعارَهُ
يا خولُ يا..
وردِّدي أسرارهُ
فهْيَ الطيورُ تعتلي لدوحةِ الألمْ.
تسامِرُ البحارَ والأعماقْ
تقصُّ عنْ أيوبِها حكايةً للصابرِ العظيمْ.
"حدُّوتَةً" مِنْ مِصرِها.
" حِزّايَةً" من خطِّها.
الصّبرُ القَى ثوبَهُ الرديء من قديمْ.
وأنتَ يا أيوبُ ترتدي ردائكَ الجديدْ.
تكاثَرتْ أرديةٌ في حيّنا !.
.. فلستَ يا أيوبُ وحدَكَ السّقيم.
...
تلمحني وتنزوي !
سألتُها: أما لصاحبي قلمْ.
لينقشَ الإحساسَ والشّجنْ.
فجاء ردّها: بلَى.. لكنّهُ يفضّل الصمودَ كالجبلْ..
فما القلمْ ؟..
وما القراطيس التي بكَتْ على ضياعنا !؟..
وأضحكتْ " حناظلاً " مرسومةً بِفيضِ دمْ.
قهقهةً تنفّست فقيّدوا أرجلَها
وقهقهاتٍ أُبعِدَتْ قائلةً:
يا أيها " الحمار " هلْ قرأتَ ما حملتهُ من الكتُبْ ؟..
وهل تراجع الدروس ؟
وتحفظ النصوص ؟
أم أنَّ معلفاً هناكَ ترقبه ؟!.
وكلّ جرحٍ نازفٍ لم يندملْ
فهذه الآهات من زفراتهِ تجمّعتْ حروفْ
أطلقها ليخدشَ العدمْ
سجّرها ليحرَقَ التُّهمْ
لم يدرِ أنها تآلفَتْ وأصبحتْ ألوفْ..
لتصعدَ القِممْ..
وترسمَ الأملْ..
في فُسحةٍ من مَيعةِ الظروف.
...
شاطركَ الحُزنُ الذي في جُعبَتي
خُذني إليكَ يا صديقَ فِطرتي
للحبِّ في دربِ المشاعرِ الطويلْ
لعلّني يا شاعري أُغازلُ الجَمَالْ
وأرتوي من واحةِ الخيالْ، وأرتمي
كالطفلِ في أحضانِ أمّهِ بجنّةِ الكمالْ
أما الشاعر السوري عبد الرزاق درباس فمما قرأه قصيده بعنوان (أشرعة الحب):
للشعرِ يومٌ أم الأيامُ للشعرِ؟
قل ما بدا لك فهو الصنو للسحرِ
كم اجتمعنا على أنغام قافيةٍ !
عذراءَ توشكُ من فرط الصفا تجري
في حبها نلتقي شوقاً كذي رحمٍ
طوعاً ونعمر بيت الشعر بالشعرِ
وفي رحاب الوفا نزهو بشارقةٍ
نحبها – هكذا – في السرِّ والجهرِ
أعلت على شرعة الإسلام منهجها
و للعروبة أهدتْ نجمة الفجرِ
...
أكرِمْ ببيتٍ غدا للشعر منتسباً
فالعرْبُ أمته من سالف الدهرِ
"سلطان" أرساه في أرضٍ مباركةٍ
كالغرس أثمرَ بل كالعطر في الزهرِ
أطنابه الجودُ في عالي منابته
و سقفه الغيمُ أو توشيحة البدرِ
أوتاده الحبُّ، مازلّت به قدمٌ
قل: ذائعُ الصيت بل قل:طيبُ الذكر
مرَّ الفحولُ على أعتابه رفَداً
كما تمرُّ سواقي الماء بالنهرِ
فأمطروا شعرَهم في ريِّ روضته
وصلُ المليحة يُنسي غاليَ المَهر
شهَّاد أندية الجلّا وعزّتها
حمّال ألويةٍ تمضي إلى النصرِ
...
يا حبذا من نجوم الأرض شارقةٌ
و حبّذا نسماتُ الحسن والعطر
من طلعة الشمس نالت اسمَها شرفاً
فصار وهجُ سناها في الدجى يسري
أوحت إليَّ بشعر الحبِّ بسمتها
فاخضوضرتْ في يميني قبضةُ الجمر
و كل صبٍّ له خلٌّ يهيمُ به
إني بها همْتُ في نظمي وفي نثري
فخلّني مبحراً والعشقُ أشرعتي
جُلُّ البسيطة في الإحصاء من بحرِ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.