منذ 37 عاماً لم تتقابل الأرجنتينوإيران في ملعب لكرة القدم ، ومنذ المباراة الودية التي جمعت الفريقين عام 1977 سيطرت أجواء مأساوية على العلاقة بين البلدين. ويعيش البلدان في وضع المواجهة جراء واحد من أكثر الفصول حزناً في تاريخ الأرجنتين ، وهو الهجوم على جمعية (أميا) اليهودية الذي وقع في 18 يوليو عام 1994 وخلف 85 قتيلاً ومئات المصابين. بعدها بنحو عشرين عاماً ، لا تزال صور البحث اليائس عن ناجين وسط ركام الهجوم على أميا ، ماثلة في أذهان الأرجنتينيين. وتتهم العدالة الأرجنتينية ثمانية مسؤولين سابقين كبار في إيران بالمسؤلية الإيديولوجية عن الهجوم ، من بينهم الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رافسنجاني ، وطالبت باعتقالهم دون أن توفق في مسعاها حتى الآن. وكان الهجوم على مقر الجمعية ، الواقع في حي أونسي ببوينس آيرس ، هو الثاني ضد هدف يهودي في العاصمة الأرجنتينية ، بعد اعتداء بعبوات ناسفة في مارس 1992 ضد سفارة الكيان الصهيوني. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي وحزب الله مسؤوليتهما عن الهجوم على السفارة ، الذي يعتقد أنه قد تم بتمويل إيراني. لكن القضاء الأرجنتيني لم يعثر بعد على منفذي الحادث ، رغم ضغوط الجالية اليهودية في الأرجنتين ، التي تعد الأكبر في أمريكا اللاتينية. في غضون ذلك ، وقعت حكومة الرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر في كانون ثان/يناير 2013 مذكرة تفاهم مع إيران من أجل تشكيل (لجنة تقصي حقائق)، تضم قضاة من البلدين ، من أجل إعداد تقرير حول الأشخاص المتورطين في الهجوم على أميا ، والسماح بالقيام بتحقيق في طهران مع من وجه الإنتربول إليهم أصابع الاتهام. وصدق الكونجرس الأرجنتيني على المذكرة ، لكن لا يزال يتم تأجيل الدعم البرلماني في طهران ، الأمر الذي يمنع تنفيذها في إيران. كما تسببت المذكرة في انتقادات كبيرة في الأرجنتين وبعد عدة بلاغات ، أعلن القضاء في أيار/مايو الماضي عدم دستوريتها ، الحكم الذي تم استئنافه من قبل الحكومة بعد أن اعتبرت أنه "يعتدي على عمل السلطة التنفيذية والبرلمان ، بالتضييق على نطاق العمل الذي يوفره الدستور لهاتين السلطتين". وفي مونديال البرازيل 2014 ، ظل منتخبا الأرجنتينوإيران بعيدين عن الخلافات الدبلوماسية والقانونية. واليوم السبت سيتواجه الفريقان في استاد (مينيراو) بمدينة بيلو هوريزونتي ضمن المجموعة السادسة ، لينحيان جانبا صراعهما السياسي. وأكد رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم علي كافاشيان ، لدى توديعه الفريق في طهران "المنتخب الوطني لكرة القدم عليه أن يبعث برسالة سلام وصداقة وتعايش سلمي". وقال كارلوس كيروش مدرب منتخب إيران الذي تعادل سلبيا مع نيجيريا إن فريقه سيحتاج الى معجزة للخروج بنتيجة طيبة أمام الارجنتين بقيادة ليونيل ميسي في المجموعة السادسة بكأس العالم لكرة القدم. ويلعب المنتخبان في بيلو هوريزونتي حيث يتوقع أن تحقق الارجنتين - بطلة العالم مرتين - الفوز أمام المنافس الذي يعتمد على الدفاع. ونقلت وكالة أنباء تيلام الارجنتينية عن كيروش قوله:"سنحتاج إلى معجزة لأن منتخب الارجنتين هو أحد أفضل المنتخبات في العالم كما انهم حصلوا على يوم راحة أكثر منا." وأضاف: "ميسي قد يكون أفضل لاعب في العالم لكني اعتبره من عالم آخر." لكن أفضل لاعب في العالم أربع مرات - والذي سجل هدفا رائعا في مرمى البوسنة في المباراة التي انتهت 2-1 لصالح الارجنتين - ليس هو اللاعب الوحيد الذي يقلق كيروش. وتابع المدرب البرتغالي: "أشعر بالقلق من لاعبين آخرين. (انخيل) دي ماريا و(جونزالو) هيجوين و(خافيير) ماسكيرانو،كلهم ممتازون".