تخوض الأرجنتين مواجهتها الثانية في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم مع إيران اليوم (السبت) على ملعب «مينيراو» في بيلو هوريزونتي، وسط جدل في الخطة المثالية لمدربها إليخاندرو سابيلا. الأرجنتين الساعية لإحراز اللقب العالمي للمرة الثالثة بعد 1978 و1986، حققت المطلوب منها في انطلاق مشاركتها بفوزها على البوسنة والهرسك (2-1)، بعد شوط أول مخيب للآمال وثان جيد، لتتصدر ترتيب المجموعة السادسة بفارق نقطتين عن إيرانونيجيريا اللتين تعادلتا من دون أهداف. وأثار لجوء المدرب سابيلا إلى خطة 5-3-2 في الشوط الأول جدلاً في إيجابياتها وسلبياتها، بعد اعتماده على طريقة 4-3-3 في التصفيات الأميركية الجنوبية التي تألق فيها ليونيل ميسي ورفاقه. سابيلا المنفتح عادة أمام الإعلاميين كان مراوغاً بعد مباراة البوسنة التي تقدم فيها ال«بي سيليستي» بهدف من نيران صديقة، ثم عزز ميسي الفارق في الشوط الثاني قبل أن يقلص وداد إيبيسيفيتش الفارق في الدقائق الأخيرة، فقال إن تشكيلته لم تنجح بالتعامل مع المباراة، لكن ليس بمقدوره الكشف عن أسباب ذلك علناً: «إذا حللنا الشوطين أعطي المنتخب ست علامات من 10، علينا أن نتحسن، وجزء من هذا التحسن هو مسؤوليتي». أثار تصريح سابيلا تكهنات عن عودة الزمر داخل الفريق والتي أسهمت كثيراً في الماضي في تشتيت قواه، وعما إذا كان ميسي، المطالب بتقديم الكثير في هذا المونديال، طالب باللعب في المقدم إلى جانب صديقه سيرخيو أغويرو. ولولا تقدم الأرجنتين باكراً بهدف سياد كولاسيناتش العكسي لكان هناك حديث آخر، ونتيجة لذلك بدل سابيلا خطته إلى 4-3-3 في الشوط الثاني، ما خلق مزيداً من المساحات في المقدم لميسي الذي وجد طريق الشباك بعد سحب أغويرو وهيغواين المدافعين البوسنيين. وبانضمام أنخل دي ماريا إلى التدريبات بعد إجهاد عضلي، والتعافي الكامل لبالاسيو، سيكون لسابيلا بدائل عدة هجومية متنوعة، ويخوض مواجهة إيران بتشكيلة كاملة. ويتوقع أن يعتمد سابيلا على الحارس سيرخيو روميرو ووبابلو زاباليتا وإيزيكييل غاراي وفرنانديز وماركوس روخو وفرناندو غاغو أو ماكسي رودريغيز وخافيير ماسشيرانو ودي ماريا وأغويرو وميسي وهيغواين. في المقابل، رأى كيروش أن فريقه سيحتاج إلى معجزة للخروج بنتيجة طيبة أمام الأرجنتين: «سنحتاج إلى معجزة لأن الأرجنتين أحد أفضل المنتخبات في العالم، كما أنهم حصلوا على يوم راحة أكثر منا»، وعن ميسي نجم برشلونة الإسباني الذي سجل هدفاً جميلاً في مرمى البوسنة: «ميسي ربما يكون أفضل لاعب في العالم، لكني أعتبره من عالم آخر». وكشف كيروش عن قلقه من لاعبين آخرين على غرار دي ماريا، هيغواين وماسشيرانو. ويتوقع أن يعتمد كيروش على الحارس علي رضا حقيقي مجدداً بعدما فاجأ الجميع بالدفع به على حساب دانيال دافاري، فقدم أداء جيداً أمام نيجيريا التي استحوذت على الكرة بنسبة 63 في المئة. كما تألق الظهير الأيسر مهرداد بولادي بعدما أحبط هجمات أحمد موسى وفيكتور موزيس، كما برز ثنائي قلب الدفاع جلال حسيني وأمير حسين صادقي في الكرات العالية، ولم يترك المساحات لإيمانويل إيمينيكي وشولا أميوبي، ويتوقع أن يكون بجمان منتظري أساسياً في مركز الظهير الأيمن. وتخوض إيران مونديالها الرابع، ولم تتذوق بعد طعم الأدوار الإقصائية. تدخل النهائيات وهي تبحث عن «الإنجاز المستحيل»، أي محاولة تجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخها. غابت إيران عن نهائيات جنوب أفريقيا 2010، وحصلت على نقطة واحدة من مشاركتها الأخيرة في ألمانيا 2006، ولم تحقق سوى فوز واحد في أربع مشاركات، وكانت في فرنسا 1998 على حساب «عدوتها» أميركا (2-1).التقى المنتخبان في مباراة ودية واحدة عام 1977 انتهت بالتعادل (1-1)، وهي نتيجة يحلم الإيرانيون بتكرارها، إذ حققوا فوزاً يتيماً في ثلاث مشاركات في كأس العالم.