تتابع بعض ما يكتب هذه الأيام في بعض الصحف العربية تحت أسماء كاتبيها فتشعر بالحزن بذلك التسطيح الذي يتناول هؤلاء أو بعضهم تلك المواضيع الخطيرة المعاشة هذه الأيام بمفهومية أبعد ما تكون عن الادراك الصحيح لمنطلقات تلك الأحداث بل تصاب بالفجيعة عندما تعرف وأنت تقرأ لبعض هؤلاء أن ما سطروه ما هو إلا نقل من بعض ما تدفع به بعض وكالات الأنباء في صورة تقارير يعلم الله كيف كتبت وما هو الهدف من كتابتها فيأخذها هؤلاء بقليل من التحوير لتكون تمثله رأياً.. ولا يشعر في نفسه بقليل من الحياء وهو يضع صورته فوق ما نشره من سفاسف القول.. والغريب أن هؤلاء البعض يناقضون أنفسهم فيما ينشرونه ولا أقول فيما يكتبونه.. غير منتبهين بأن ما تبثه بعض وكالات الأنباء ليس رأياً ولكنه تصوير لحالة متغيرة وقد تناقض نفسها فيما تبثه حسب الحالة المتغيرة. هل نحن نعيش حالة ادعاء معرفي؟ أم هي الرغبة في اشباع "شهوة" اللهاث على أن يسمى بالكاتب الذي له رأيه في ما طرح من قضايا أم ماذا؟.. خصوصاً وعالمنا العربي يمر بأقسى فترة في تاريخه الحديث ولا أقول القديم وإلا ففي تاريخه البعيد من الأحداث أشرسها أو بعضها. على اية حال أن على بعض هؤلاء "الكتبة" ولا أقول الكتاب الانتباه الى أين هم سائرون في ما ينشرونه من قضايا هم أبعد ما يكونون عن سبر أغوارها والوقوف خلف مدلولاتها.. هل هم فاعلون لا أعرف بالضبط.