انتهت رئاسة الجمهورية من أعمال الصيانة والتجديدات الشاملة الخاصة بالقصور الرئاسية الثلاثة "الاتحادية والقبة وعابدين" استعدادا لاستقبال الرئيس الجديد خلال أيام. وصرح مصدر مسؤول بأن عملية التجديد بقصر الاتحادية الرئاسى استمرت فيما يقرب من شهرين حيث شملت أعمال الدهانات وتنسيق الحدائق وصيانة الأرضيات وتنظيف المفروشات واللوحات والصور وإعادة تشجير الحدائق بجانب عمليات التأمين الواسعة بمحيط القصر. وكان قصر الاتحادية قد شهد حالات انتهاك عقب تولي جماعة الإخوان مقاليد الحكم فى البلاد حيث اضطرت قوات الحرس الجمهوري إلى تعلية أسوار القصر أمام البوابات الثالثة والرابعة، وذلك بعد تكثيف كميات الأسلاك الشائكة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى القصر بعد محاولات بعض المتظاهرين اقتحام بوابات القصر، إضافة إلى إلقاء زجاجات المولوتوف بداخله. الجدير بالذكر أن قصر الاتحادية قد تم افتتاحه فى ديسمبر 1910 كأول مقر لفنادق جراند أوتيل الفرنسية فى إفريقيا وصممه المعمارى البلجيكى أرنست جاس بار ويحتوي القصر على 400 حجرة إضافة إلى 55 شقة خاصة وقاعات عملاقة وتم تشييده من خلال شركتين هما ''ليورولين وشركاه'' وشركة ''بادوفا دينتاما رووفير'' وقامت شركة ''ميسيس سيمنز أند شوبيرت'' الألمانية بمد الوصلات الكهربائية والتجهيزات الخاصة وأثاث القصر من طراز لويس الرابع ولويس الخامس عشر. وأصبح مقرًا لما عرف باتحاد الجمهورية العربية والذى ضم سوريا ومصر وليبيا ومن يومها يعرف بقصر الاتحادية بعد أن رفض الرئيس الراحل محمد أنور السادات السكن فيه. قصر القبة: وشهد قصر القبة الرئاسي أعمال تجديدات مشابهة بعد أن تعرض لأعمال عنف من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة 30 يونيو مما أدى إلى إتلاف أسوار القصر وعدد كبير من الحدائق التى تبلغ مساحات شاسعة بإلقاء زجاجات المولوتوف وكتابة عبارات مسيئة على الجدران، وقامت مؤسسة الرئاسة بتطوير البوابات الحديدية وطلاء الأسوار وإعادة تشجير الحدائق استعدادا لاستقبال الرئيس الجديد. يذكر أن "قصر القبة" يخضع لتأمين مباشر من وزارة الدفاع بحكم اقترابه من مقرّها فى منطقة حدائق القبة، وقد نقل إليه المعزول بالفعل عقب اندلاع ثورة 30 يونيو، حفاظًا على سلامته بعد أن حاصر المحتجون مقر الرئاسة فى قصر الاتحادية، لكنه لم يمكث هناك سوى يوم واحد فقط قبل أن يرحل إلى دار الحرس الجمهورى عقب نصب المتظاهرين لعشرات الخيام أمام الباب الرئيسى للقصر. قصر عابدين: ولم يختلف حال قصر عابدين كثيرا، قصر عابدين الذى يتوسط منطقة وسط البلد فى القاهرة ويبعد خطوات عن كل الوزارات السيادية ومجلسي النواب والشورى، قد تعرض إلى حالة من الإهمال الشديد عقب اندلاع ثورة 25 يناير حيث تم غلق القصر لجرد محتوياته وتم فتحه بعد أكثر من عام ونصف العام على إغلاقه عقب وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم، وفتح ديوان المظالم داخل القصر وتوافد آلاف المصريين لتقديم شكواهم، مما أدى إلى تهالك المبنى الأثرى. وفى ظل التجهيزات لاستقبال الرئيس الجديد قررت مؤسسة الرئاسة منذ نحو شهرين إعادة إحياء القصر وترميمه وتجديده حيث يعتبر من أكبر القصور الرئاسية فى مصر ذات الأثر التاريخى، فهو يتضمن 7 متاحف أثرية لملوك وأمراء أسرة محمد على، وتم إنشاؤه فى عصر الخديوي إسماعيل عام 1863 وخصص لاستقبال الملوك والرؤساء فقط.