المرأة هي امك وهي ابنتك وهي اختك وهي زوجتك وهي عمتك وخالتك وقريبتك، وهي نصف المجتمع، وفي هذه الايام تطالعنا الصحف دائما بالعنف الذي تتعرض له المرأة وخاصة الزوجة، وهذا الزوج يقبحها امام ابنائها وبناتها وامام اقاربها، وذاك الزوج يضرب زوجته امام ابنائها واقاربها، وذاك الزوج يضربها بعنف حتى يكسر بعض عظامها، وذاك الزوج يسبها ويسب اباها وامها ومن رباها، ونسي انه كان في فترة اول الزواج يدللها ويقول لها اعذب الكلام واحلى العبارات، ويقدم لها احلى الهدايا المختلفة، ويبتسم في وجهها اعجابا وتفانيا في خدمتها وخدمة اهلها، ويتقرب الى اهلها بأحلى الكلام، والآن وبعد ان عاشرته وانجبت له الاولاد والبنات نسي كل هذا وصار يهينها ويضربها. انه العجب العجاب من هذا النوع من الرجال والأهم من ذلك نسي انه يتحمل الاثم الكبير من الله سبحانه وتعالى ونسي ان الله ورسوله قد أوصونا عليهن. قال تعالى في محكم كتابه الكريم: (يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام، ان الله كان علكيم رقيبا) النساء1. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تضربوا إماء الله). وقال حكيم: اعظم امرأة هي التي تعلمنا كيف نحب ونحن نكره. وكيف نضحك ونحن نبكي، وكيف نصبر ونحن نتعذب. وقيل: تفضل المرأة ان تكون جميلة اكثر من ان تكون ذكية لانها تعلم ان الرجل يرى بعينيه اكثر مما يفكر بعقله. وقال العرب: لو كان الرجل نهرا لكانت المرأة جسره. وقال الشاعر: رايت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني حين اضرب زينبا اضربها في غير ذنب اتت به فما العدل في ضرب من ليس مذنبا فيا سادة يا كرام علموا ابناءكم الابتعاد كلياً عن العنف مع الزوجة والاخت والقريبة، ولان البيت لا يؤسس على الارض بل على المرأة، واذا كانت المرأة الجميلة جوهرة، فالمرأة الفاضلة كنز، ونذكرهم بقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم (وعاشروهن بالمعروف) النساء 19 وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. للتواصل: ص. ب 198 - مكة المكرمة