الدكتور عبد الله بن محمد الربيش مدير جامعة الدمام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن الإسلام خاتم الأديان جاء بالخير والحب والوئام والسلام للعالم أجمع، بل إن رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين كما قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ولذا فإن هذا الدين العظيم حرص في تشريعاته وأسسه وضوابطه وقواعده على حماية المجتمع وأفراده مسلمين وغير مسلمين وحفظ دمائهم وأعراضهم وأموالهم، بل جاء التشديد على الاعتداء على المستأمنين والمعاهدين من غير المسلمين، على وجه الخصوص، مما يدل على العناية الفائقة والتشريعات الراقية السامية التي جاء بها الإسلام.فالشريعة الإسلامية وهي الرسالة الخاتمة جاءت بحماية كافة أفراد المجتمع من خلال ما وضعته وأقرته تحت قاعدة الضرورات الخمس وهي الدين والعقل والنسل والعرض والمال حيث أوجب الإسلام المحافظة عليها ومنع كل طريق يؤدي للتعرض لها أو النيل منها وجاءت العقوبات مشددة على كل من تسول له نفسه الاعتداء عليها أو المساس بها أو العبث بأمن الأمة أو ترويع الآمنين، وإنك لتجد العقوبات المغلظة والمشددة في كل ما من شأنه المساس بالأمن العام أو الإضرار بالأمة.كل ذلك ليعيش المجتمع المسلم في أمن وأمان يقيم أفراده شرع الله ويؤدون ما أوجبه الله عليهم في جو من الطمأنينة لا يكدرها خوف ولا يمنع منها قلق. وحتى يكون الناس جميعا في أمن وأمان يعيشون بحب ووئام وسلام. وإن مما ابتلي به العالم في زماننا المتأخر ما يقوم به المتطرفون ممن أساؤوا الفهم وأوّلوا النصوص ولوَوْا أعناقها لتوافق أهواءهم في عقيدتهم المنحرفة والباطلة التي قامت على تخويف الآمنين وترويع المسالمين من المسلمين وغيرهم وظهر جليا للعالم ما يعانيه المسلمون قبل غيرهم من مظاهر غلو وتطرف وإرهاب وقتل وتدمير أضرت بالإسلام والمسلمين أكثر مما أضرت بغيرهم، وحققت أهداف أعداء الأمة في وصم هذا الدين العظيم وأتباعه بوصم الإرهاب والتطرف، ولعمري إن ما يقوم به أولئك ليس من الإسلام في شيء، فقد قال ربنا جل وعلا ( وقولوا للناس حسنا) ولاحظ أن التوجيه للناس وليس المسلمين فقط بل الواجب أن يقال لجميع الناس الكلام الحسن والفعل الطيب والتعامل اللطيف، ويقول سبحانه أيضاً ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) .