مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    تهديدات قانونية تلاحق نتنياهو.. ومحاكمة في قضية الرشوة    لبنان: اشتداد قصف الجنوب.. وتسارع العملية البرية في الخيام    مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    الاتحاد يخطف صدارة «روشن»    دربي حائل يسرق الأضواء.. والفيصلي يقابل الصفا    انتفاضة جديدة في النصر    ارتفاع الصادرات السعودية غير البترولية 22.8 %    برعاية ولي العهد.. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    «التراث» تفتتح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    جامعة الملك عبدالعزيز تحقق المركز ال32 عالميًا    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    «الأرصاد» ل«عكاظ»: أمطار غزيرة إلى متوسطة على مناطق عدة    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    السجل العقاري: بدء تسجيل 227,778 قطعة في الشرقية    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    تحت رعاية سمو ولي العهد .. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي.. تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام بتوسيع فرص الاستثمار    محافظ جدة يطلع على خطط خدمة الاستثمار التعديني    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    نهاية الطفرة الصينية !    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر عالمي للتعرف على أسباب ظاهرة التكفير ودوافعها والعمل على علاجها
نشر في البلاد يوم 18 - 09 - 2011

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ينطلق من المدينة المنورة المؤتمر العالمي عن ظاهرة التكفير يوم الثلاثاء القادم والذي تنظمه جائزة نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.. وقال الدكتور علي بن عباس بن عثمان الحكمي عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء بهذه المناسبة إن المجتمعات الانسانية ، والكيانات البشرية شأنها شأن جميع الكائنات الحية، يصيبها من الأدواء والأمراض ما يلحق الاذى بها وبمكوناتها مما يتسبب في ضعفها وهزالها، او هلاكها . وكما أنه لابد لكل مرض أو داء ببدن الإنسان أو الحيوان من دواء يخفف ألمه أو يزيله كذلك لابد لكل أدواء وأمراض المجتمعات من علاج بأدوية كذلك . وكما أن علاج الأبدان لا يكون شافياً – بإذن الله – إلا إذا شُخص المرض والداء تشخيصاً صحيحاً ، وعرفت أسبابه . وكذلك علاج المجتمعات مما يصيبها من أدواء فكرية وسلوكية تخرجها من منهج الاستقامة لا يكون شافياً ومجدياً إلا بمعرفة أسباب ما يعتريها من تلك الأدواء . وقد برز في عصرنا الحاضر ((ظاهرة الإرهاب )) وتولى كبرها شواذ ممن ينتسبون إلى الإسلام ، ويزعمون أنهم حماته والمدافعون عنه . وكان بذلك أسوأ الأثر على الإسلام بتشويه صورته ، وتنفير الناس منه . كما كان له الأثر السيئ على المجتمعات الإنسانية ، وفي مقدمتها المجتمعات الإسلامية من ترويع الآمنين ، وإزهاق الأنفس، وتخريب المكتسبات المادية والمعنوية مما جعل تلك المجتمعات تصرف جهوداً وأوقاتاً وأموالاً طائلة لمكافحة هذه الظاهرة المنكرة ، بدلاً من صرف ذلك في تنمية المجتمعات واستقرارها ورفع مستوى معيشتها. وقد اختلفت طرق وأساليب الدول في مكافحة الإرهاب ، وأكثرها غلبت الجانب الأمني في ملاحقة عناصر تلك الفئات لتصفيتها أو الحد من حركتها وهذا – وإن كان جانباً مهماً بمكافحة هذه الظاهرة – لكنه بمثابة إزالة الجزء الظاهر من الورم السرطاني دون استئصاله ، والقضاء على جرثومته وفيروسه وخليته المسببة له ومن هنا سلكت المملكة العربية السعودية منذ بروز هذه الظاهرة مسلك الطبيب الماهر في معالجة الحالات المرضية التي بين يديه ، وذلك باتخاذها الوسيلتين الأساسيتين في معالجة أي مرض حسي أو معنوي . أحداهما – التخفيف من آثاره والحد من انتشاره . وهذا هو الجانب الأمني ، الذي نجحت فيه نجاحاً ملحوظاً.
والوسيلة الثانية – وهي الأهم في القضاء على هذه الظاهرة ، -على المدى البعيد – وهي محاولة التعرف على أسباب تلك الظاهرة ودوافعها والعمل على علاجها ، وتبصير الناس بها سواء من وقعوا فيها للعدول عنها، أو غيرهم ليكونوا على بينة فينبذوها ويحذروا الآخرين من الوقوع فيها . ولا شك أن أهم أسباب الإرهاب هي ظاهرة التكفير ، التي انتشرت في أوساط بعض المنتسبين إلى الإسلام ، والزاعمين بأنهم حماته والمدافعون عنه . ولقد أدرك القائمون على جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة أهمية هذا المسلك بعلاج الارهاب ، بالتعرف على أهم مسبباته وهي ( ظاهرة التكفير ) فدعت – بتوجيه من راعي الجائزة ، وهو الخبير في مكافحة ذلك الداء الخطير – دعت إلى إقامة مؤتمر عالمي يعقد في المدينة المنورة لتدارس ظاهرة التكفير ليشارك فيه أهل العلم والخبرة بعلمهم وخبرتهم لتشخيص هذه الظاهرة تشخيصاً دقيقاً ، ثم تقديم الحلول المناسبة لتكون بإذن الله الدواء الناجع لهذا الداء . وأكد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وأستاذ الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى والمشرف العام على مجمع إمام الدعوة بحي العوالي، بمناسبة عقد مؤتمر " ظاهرة التكفير: الأسباب الآثار العلاج" بجائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وبمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أنّ عقد هذا المؤتمر يعدّ من الجهود الحثيثة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله في خدمة المسلمين وقضاياهم المهمة، والاهتمام والعناية بالشباب وحمايتهم من الأفكار الضالة والمنحرفة وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، التي تؤثر على دينهم تأثيرًا سلبياً. وأضاف فضيلته: إن من أجلِّ نِعم الله علينا وأتمِّها، وأعظمها وأعمها، نعمة هذا الدين العظيم الذي ارتضاه لنا وأكمله، وجعله مهيمنًا على الدين كله، "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً" [المائدة: 3]، ولله ما أعظمه من دين، وما أحكمها من ملة، وما أرحمها من شريعة، وما أقومه من صراط، وما أزكاه من فضل "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" [يونس: 58]، وليس يَخْفَى أن شريعتنا الغراء، هي شريعة الشمول والكمال، والعموم والجلال، والعالمية والإنسانية، والرحمة والسلام، والأمن والوئام، بما زخرت به من قواعد الأحكام، ومصالح الأنام، وأصول العقائد، ودعائم الأخلاق والسلوك، وأسس السياسة الشرعية، والمقاصد الكبرى المرعية، وكل ما يحقق صلاح الإنسان وفلاحه، وهدايته ونجاحه، في عبودية لله خاشعة، وإنابة مبتهلةٍ ضارعة، قال –سبحانه-:"صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً"[البقرة: 138]، ويقول –جل شأنه-:"وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ"[النحل: 89]، في تناسق بديع بين استشرافات العقل، وأشواق الروح، وعواطف الغريزة. كما جاء الإسلام بتحريم الظلم والبغي والجور والعدوان والأمر بالعدل والقسط والرحمة، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «والشريعة أساس مبناها على الحكم ومصالح العباد». ومِنَ النعم السابغة التي أَوْلَتْها شريعتنا المباركة العناية الفائقة، وامتن بها المولى –سبحانه- على خلقه، مُذَكِّرًا إياهم بعظيم قدرها، وجليل شأنها وأثرها، ويَتلَهَّفُ إليها العالم في هذا العصر، هي: نعمة الأمن والاطمئنان، قال عز من قائل: "أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُون" [القصص: 57]، وورد في السنَّةِ السنيَّةِ ما يُنَوِّه بقيمة هذه النعمة، ويعلي من شأنها، ويؤكد حاجة الإنسان إليها، يقول : "من أصبح منكم آمنًا في سِرْبه ، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها"، وأمن المجتمعات والجماعات، من أعظم مقاصد الشريعة، ولولا الأمن لكان الناس فوضى مهملين، وهمجًا مضيَّعين، يحكمهم نظام الغاب، ويفترسهم كل ذي ناب، وفي الجملة فبالأمن يستقيم أمر الدنيا والآخرة، ويصلح الحال والمآل، وتدفع الفتن والمحن، وتنمو الآلاء، وتزكو المِنن. وأضاف فضيلته: لا يرتاب الغيورون على أحوال الأمة أنها تعيش زمن طوفان الفتن، وأن واقعها المريرَ يعج بفتن عمياء ودواه دهياء، قد انعقد غمامها وادلهمّ ظلامها، غير أن هناك فتنة فاقرة وبلية ظاهرة، فتنةً امتحن المسلمون بها عبر التاريخ، فتنةً عانت منها الأمة طويلاً، وذاقت مرارتها وتجرعت غصصها ردحاً من الزمن، فتنة طال ليلها وأرخى سدوله بشتى همومه، وناءت بكلكلها وغمومها، كم نَجَمَ عنها من سفك الدماء وتناثر الأشلاء، وحلّ جرائها من نكبات وأرزاء، وبالجملة فهي محيط ملغوم، ومَرْكب مثلوم، ومستنقع محموم، وخطر محتوم، زلت فيها أقدام، وضلت فيها إفهام، ومن ثم فهي جديرة بالتذكير، حفية بالتفكير، قمنةٌ بالتبصير، بل بصرخة نذير، وصيحة تحذير، حتى لا تتجدد فواجع الأمة في العنف والتدمير، والإرهابِ والتفجير، إنها الظاهرة الجديدة بالتنديد والتنكير والمعالجةِ والتغيير، إنها فتنة التكفير، وكفى بها من فتنة تولد فتناً.
ولقد أضحت هذه القضية من أخطر قضايا العصر المؤرقة التي رَمَتِ الإنْسَانِيّة بِشَررٍ خطير، واصطلى بها العالم، ولا تزال تَجُرُّ عليه من الويلات والرّزايا ما يجعل الولدان شيبا، وما ينتج عنها من تفجير وتدمير، وبثّ الخوف والهَلع، والاضطراب والفزع، في كثير من الأقطار، وإنَّ ذلك الفكر المتنامي المسعور، المصادم لشريعة الإسلام ورحمتها وأحكامها ومقاصدها وهداياتها، المُناوِئ لكل قِيَم الخير والوئام، ومَبَادِئ الاجتماع العطوف، لم تنشب آثاره، تتّطن عقول الشباب المُرَاهقين، ومن يغَرِّرُ بهم، ويَفْتِلُ لهم في الذِّروَةِ والغَارِب، وهم جميعًا في سَكْرَةِ الباطل يعْمهون، "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ" [البقرة:11-12]، وسيتم القضاء على تلك الآفة المهلكة –بإذن الله- بتضافر الجهود العالميّة والدُّولية والإقليمية، ومؤسسات المجتمع كافة، والمشاركة المُمَنْهَجَة في بناء الجيل الوسطى المعتدل، والمواطن الصَّالح، السّاعي في إعلاء شأن دينه وعقيدته وأمته. وإنّ ديار الحرمين الشريفين، وهي مُتنَزّل القرآن، وحِصْن الإيمان، ومولد سَيِّد ولد عدنان ، قد ابْتُلِيت بهذا اللَّهَب، وليست هي بِمعزل عن العالم وقضاياه، وفتنة الابتلاء سُنّة رَبَّانية نُؤْمِن بها ونتدَرَّع لها، ولكن-بحمد الله ومنّته- كانت لها الصدارة في طرائق التصدي والقضاء على هذه الظاهرة المحمومة، وذلك بما حباها الله من الإيمان الراسخ بنصرة الله وعونه، وبما امتازت به من قيادة حكيمة رشيدة تحمِل هم الأمن والأمان في هذه الرُّبوع، وسائر الأوطان، وبما تُولي هذه المعضلة من عناية بالغة حثيثة، وجهود موفَّقة دؤوبة، على كافة الصُّعُد الأمنِيَّة والاجتماعية والإعلامية والعلمية والثقافية، وذلك من خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات والمطبوعات، والعلماء والخطباء،والدعاة ورجال الحسبة وحملة الأقلام. وها هي جائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية، النازعة إلى أسمى المنازع في العناية بالسنة النبوية، ونشرها بين الناس -على اختلاف ألسنتهم من شتّى البقاع وأقصى الدِّيار بأقوم المناهج، وأوسطها وأعْدلِها، وتربيتهم على أكمل المُثل وأسْنَى الأخلاق- وعلى دَأبها في مُعَايشة قضايا المسلمين، تَتَصَدَّرُ –مشكورة مأجورة- لعقد هذا المؤتمر العلمي المهم، الذي يَطْرُق حقيقة التكفير وأسبابه وفِكْرَه وبَواعِثه ومنابعه ويجلي آثاره، ويؤصِّل لعلاجه وحَلِّه، واجتثاث بوادره. وقال فضيلة الشيخ الدكتور عبد الباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف يأتي انعقاد المؤتمر العالمي حول (ظاهرة التكفير: الأسباب – الآثار – العلاج) بالمدينة المنورة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله من أجل إيضاح الحكم الشرعي للتكفير وبيان الجذور الفكرية والتاريخية لهذه الظاهرة والوقوف على أسبابها وإبراز أخطارها وأثارها وتقديم الحلول المناسبة لعلاجها، ويشترك في تنظيمه مؤسستان علميتان لهما دورهما البارز في خدمة الأمة ودراسة الظواهر السلبية التي تستجد في الساحة وتحتاج البحث عن حلول، هاتان المؤسستان هما: جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ويكتسب هذا المؤتمر أهمية كبرى تزيد من قيمته وترفع من مكانته ألا وهي: التشريف والتكريم والرعاية السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، حيث يقام المؤتمر برعايته – أيده الله.
فالموضوع الذي يناقشه المؤتمر هو موضوع الساعة – كما يقال – لأن فتنة التكفير من أخطر الفتن التي ابتليت بها الأمة الإسلامية في هذا العصر وبسبب ظاهرة التكفير جرت محن وحروب وسالت دماء طالت عدداً من الدول جرت ويلات كثيرة على أمة الإسلام، واكتوى بنارها كثير من الشعوب الإسلامية، وترجع نشأة التكفير بغير دليل إلى وقت مبكر من تاريخ هذه الأمة، حتى إن العلماء ذكروا أن التكفير بالذنوب هو أول بدعة ظهرت في الإسلام وذلك بخروج الخوارج على أمير المؤمنين على بن أبي طالب – رضي الله عنه – سنة سبع وثلاثين للهجرة ، عقب تحكيم الحكمين في موقعه صفين، فأنكروا عليه ذلك، وكفروه، وكفروا الحكمين، وكل من رضي بالتحكيم، بل إن جماعات التكفير في هذا العصر فاقت الخوارج في هذه الظاهرة، فهي تنظر للمجتمعات الإسلامية المعاصرة على أنها مجتمعات جاهلية كافرة، ولم يسلم من ذلك أحد من أفراد الأمة حكاماً ومحكومين ، ذكوراً وإناثاً، شيباً وشباباً ، فأدى بهم الانحراف الفكري ، والجهل بالكتاب والسنة، وإهمال مقاصد الشريعة، والغلو في التكفير إلى الحرابة والبغي والفساد في الأرض والخروج عن جماعة المسلمين وشق عصا الطاعة، وتجرأوا على الطعن في كبار العلماء الموثوق بعلمهم وتطاولوا على الفقهاء المشهود لهم بالإمامة في الدين، وأخذوا عن مرجعيات غير موثوقة ، فعطلوا العمل بقاعدة اعتبار المالآت، ولم يفهموا الشريعة ولم ينظروا إليها نظرة شاملة، بل إن الغلاة كما ذكر الإمام الشاطبي- رحمة الله – وكذلك أهل الأهواء عموماً – نظروا إلى الشريعة من زاوية واحدة، وأصدروا الأحكام بناء على تلك النظرة الضيقة فضلوا وأضلوا، فكان من نتائج ظاهرة التكفير تشويه سماحة الدين الإسلامي، وقتل الأنفس المعصومة من المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، واضطراب الأمن وعدم الاستقرار، وهدم البيوت وإتلاف الأموال وتدمير المرافق والممتلكات العامة، وصرف الأمة عن قضاياها المهمة، والصد عن الدعوة الإسلامية، وتضييق الخناق على الأعمال الخيرية، وفتح الباب للمتربصين بالإسلام وأهله فوقعوا في مستنقع التكفير ولم يفرقوا بين التكفير المطلق وتكفير المعين، وبينهما بون شاسع، فحادوا الله ورسوله بهذه الأعمال الشنيعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" رواه مسلم (4/1986 حديث رقم 2564). ولعل أنجع علاج لظاهرة التكفير – وهو محور من محاور المؤتمر – ترسيخ مفهوم وسطية الإسلام ورعايتها ، كواجب شرعي لأن الله تعالى وصف هذه الأمة بأنها الأمة الوسط فقال: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)) (البقرة الآية 143) وسمات هذه الوسطية واضحة للعيان في كل شأن من شؤون هذا الدين القويم، كما فهم ذلك من الآية ابن كثير – رحمه الله تعالى.
وقال فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء - عضو الهيئة العليا للجائزة لقد امتن الله على عباده بنعم عظيمة أهمها دين الإسلام المبني على الوسطية في التكليف والأداء واستهداف المصالح ودرء المفاسد وسلوك مناهج المقاصد الشرعية قال تعالى : "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس"، وقال تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" .وقال تعالى في شأن الانتهاج الوسطي: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وقال صلى الله عليه وسلم:"إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو". وقال أيضا :"هلك المتنطعون قالها ثلاثا تحذيرا للأمة من التنطع والتشدد في الدين". وقال صلى الله عليه وسلم ما معناه إن هذا الدين متين ما شاده أحد إلا غلبه ولكن يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وأعلموا أنكم لن تسعوا أنفسكم بأعمالكم ولكن برحمة ربكم . ولاشك أن الغلو في الدين والتشدد في التدين به والتنطع في الدعوة إلى التشدد كل ذلك ينتج الخروج عن مبادئ الدين المبنية على العدل والنصف واليسر ورفع الحرج و التماس الأعذار لمن تصدر منه بعض التصرفات الجارحة وفقا لمنهج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث روي عنه قوله : "ما كنت احمل قولا محملا سيئا وأنا أجد له محملا حسنا".
ولاشك أن الخروج عن مبادئ هذا الدين الحنيف ينتج الخروج عليه وعلى أهله وعلى ولايته ويبرر للولاة الأخذ على الخارجين بما يستحقون من عقوبات زاجرة ورادعة. وقد كان من مواقف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الخوارج أن جهزوا الجيوش لقتالهم واستباحوا أموالهم ودماءهم حتى قضوا عليهم. وقد سلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مجموعة من أساليب الردع وفيها التحاور معهم كما كان من عبدالله بن عباس مع الخوارج بتكليف من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرجع من الخوارج كثيرهم إلى صفوف المسلمين.
ولا شك أن الخوارج عنصر عدو للمسلمين كعداوة المنافقين وخطرهم على الأمة الإسلامية أعظم من خطر اليهود والنصارى فأفكارهم أفكار انحراف وضلال وأهدافهم أهداف سوء وفساد وإفساد وعدوان ومبادئ الخوارج مبادئ ثابتة إلا أن التطلع لتنفيذها يتغير بتغير الأحوال والأزمان والنتائج متشابهة خروج على الولاة إخلال بالأمن، إتاحة الفرص للاعتداء على الحقوق وانتهاك المحارم فوضوية لا تفرق بين راع ورعية ولا شريف ووضيع.فهذه آثارا الغلو في الدين والتنطع في إدعاء أحكامه. وعلاجه الأخذ بسياسة الترغيب والترهيب وتكثيف الدعوة إلى البصيرة في الدين وكشف شبهات الغلاة والمتنطعين بتكثيف المحاضرات والندوات والمؤتمرات واللقاءات الحوارية والأخذ بالأساليب الحديثة في حماية الأمن الجنائي والاجتماعي والاقتصادي واستخدام الإعلام المرئي في كشف أحوال وأهداف خوارج هذا العصر وأنهم من المعنيين في قول الله تعالى : "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض".
وقال فضيلة الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ - عضو هيئة كبار العلماء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن الأمة الإسلامية في هذه الأيام تعيش واقعا مريرا ،فقد فشت فيه فتن عمياء ومحن ظلماء،ومن أعظم هذه الفتن خطرا فتنة ذاقت الأمة الإسلامية مرارتها عبر التاريخ، ألا وهي فتنة التكفير التي طال ليلها واشتد ظلامها ،فكانت سببا في سفك الدماء وتطاير الأشلاء ،وكثرة حوادث العنف والتدمير ، والإرهاب والتفجير .
إن ظاهرة التكفير من الظواهر الخطيرة ،نشط دعاتها هذه الايام في الأمة الإسلامية ، مما دعا إلى حرص ولاة الأمر وأهل العلم في هذا البلد المبارك على مقاومة هذه الظاهرة ومكافحتها،وبيان السلبيات العظيمة الناتجة عنها . لقد جاءت نصوص الكتاب والسنة محذرة من تكفير المسلم، ومبينة حرمة دمه ،وزاجرة عن هذا الجرم العظيم ،والفعل الأثيم،قال الله تعالى: (يا أيها الذين امنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ). وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله ?: ((إذا قال الرجل لأخيه :يا كافر فقد باء بها أحدهما ،فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه )) . وأخرج الشيخان كذلك عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من دعا رجلا بالكفر أو قال :عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه )) ،وأخرج الطبراني بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله)) . إن التكفير له أسباب أدت إلى انتشاره في المجتمعات الإسلامية،فمن ذلك :
• الجهل :
الجهل بأحكام الدين من أعظم أسباب الوقوع في التكفير،فالجهل بالنصوص المحذرة من التكفير والجهل بالأحكام المتعلقة به ،والجهل بالأحكام المتعلقة بالدماء والأموال والأعراض،دعا الخوارج ومن بعدهم للوقوع في التكفير ، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج : ((يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) أخرجه البخاري ومسلم .
وقال ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار : ((وأما قوله يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم فمعناه أنه لم ينتفعوا بقراءته إذ تأولوه على غير سبيل السنة المبينة له وإنما حملهم على جهل السنة ومعاداتها وتكفيرهم السلف ومن سلك سبيلهم وردهم لشهاداتهم ورواياتهم تأولوا القرآن بآرائهم فضلوا وأضلوا فلم ينتفعوا به ولا حصلوا من تلاوته إلا على ما يحصل عليه الماضغ الذي يبلع ولا يجاوز ما في فيه من الطعام حنجرته)) .
• إتباع الهوى:
فإتباع الهوى دفع بعض الأفراد للانغماس في فكر التكفير،فالتكفيريون لا يرجعون في حكمهم على الناس إلى دليل شرعي صحيح ، وإنما يتبعون في ذلك أهواءهم ،والله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه أن إتباع الهوى سبب للضلال وإتيان الباطل ،قال الله تعالى : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)،ونهى الله عز وجل رسوله عن إتباع أهواء الناس فقال سبحانه : ( وإن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم ).
• التأويل الفاسد :
التأويل الفاسد للنصوص من أكبر الأسباب الباعثة للوقوع في التكفير ، فكل من كفر مسلما بغير حق يزعم أن الأدلة تؤيده على ذلك ، والسبب في ذلك أنه أول النصوص على حسب ما يعتقده .
وقد ذكر أهل العلم أن المحن والفتن والشرور التي ألمت بالأمة الإسلامية سببها التأويل الفاسد ،قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين : ((وبالجملة ،فافتراق أهل الكتابين ،وافتراق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، إنما أوجبة التأويل ... ،وإنما دخل أعداء الإسلام من المتفلسفة و القرامطة والباطنية والإسماعيلية والنصيرية من باب التأويل ،فما امتحن الإسلام بمحنة قط إلا وسببها التأويل )) .
كما ذكر العلماء أن سبب وقوع الخوارج في تكفير المسلمين كان سببه التأويل الفاسد ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى : ((والخوارج إنما تأولوا آيات من القران على ما اعتقدوه ، وجعلوا من خالف ذلك كافراً )) .
• مخالطة أصحاب الأفكار المنحرفة :
فكثير من الشباب قد وقع في فتنة التكفير نتيجة مصاحبته لأهل الأفكار الضالة المنحرفة ومجالستهم ، وابتعادهم عن العلماء الراسخين في العلم ،فيتلقون الفتوى من الجهلة فيضلونهم ويوقعونهم في التكفير ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سؤال الجهال ،وبين أنه طريق الضلال بقوله: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسئلوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) متفق عليه .
ونتج عن هذه الفتنة آثار سلبية عظيمة ومخاطر جسيمة ،من أهمها :
• قتل الأنفس المعصومة التي حرم الله تعالى قتلها بغير حق، وقد أجمع أهل العلم على أن قتل النفس بغير حق أكبر الذنوب بعد الشرك بالله عز وجل ، قال تعالى : ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) ، وقال سبحانه : (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما )) أخرجه البخاري .
ويدخل في الآية والحديث نفس غير المسلم إذا كانت معصومة بالعهد والميثاق ،وقد جاء في الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال : ((من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة )) رواه البخاري .
• زعزعة وزلزلة الأمن والاستقرار، وإيثار الرعب والشغب، ونشر الفوضى في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين التي تعتبر أكثر البلدان الإسلامية تميزا بالتعلق والتمسك بالدين الإسلامي ،ومضرب المثل في استتباب الأمن واستقراره بين دول العالم .
• الخروج على ولاة الأمر بغير حق ،والذين نص القرآن على طاعتهم بالمعروف ، قال الله تعالى : (يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصى الأمير فقد عصاني ،ومن عصاني فقد عصى الله)) متفق عليه .
• الانشقاق على جماعة المسلمين ومخالفة سبيلهم ،قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
وإذا نظرنا إلى هذه الآثار وعظم خطرها على الأفراد والمجتمعات،كان من المتحتم الكلام عن العلاج النافع لهذه الظاهرة الخطيرة ،فمن العلاج ما يأتي :
- نشر العلم الشرعي :
نشر العلم الشرعي النافع المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،ووفق ما عليه السلف من الصحابة والتابعين وأعلام الإسلام الراسخين في العلم ، والالتفاف حول العلماء الربانين من أنجح الوسائل لعلاج هذه الظاهرة .
- الاجتهاد في إصلاح المجتمع :
فمن علاج ظاهرة التكفير الاجتهاد في إصلاح أفراد المجتمع وبث حب الدين الإسلامي بينهم والعمل بما يأمر به ،ونفي كل ما يتعارض معه ، أو يقدح فيه ، فبذلك تطمئن النفوس ،وتتحد الكلمة،ويجتمع الصف .
- فتح باب المناقشة والحوار :
فالحوار وسيلة نافعة في كبح جماح الأفكار المنحرفة التي سيطرت على كثير من الشباب ،وإغلاق باب الحوار يؤدي إلى انتشار هذه الأفكار وسريانها في المجتمع كسريان المرض في الجسد .
- الابتعاد عن انتقاد ولاة الأمر في المنابر والاجتماعات العامة :
فالواجب بذل النصيحة لولاة الأمر بالسر وباللين ؛لأن في انتقادهم علانية إيغارا للصدور وإثارة للحقد عليهم .
فعن عياض بن غنم رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك ،وإلا كان أدى الذي عليه )) أخرجه الإمام أحمد وابن أبي عاصم في السنة .
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قيل له : ألا تدخل على عثمان لتكلمه؟فقال : "أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟،والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ،ما دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه" متفق عليه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.