يحضر المدير كل صباح ويبدأ أولا بالسلام على جميع موظفيه الذين يعملون عنده والابتسامة تزين وجهه . ويشيع هذا المدير جواً من الالفة والصداقة في دائرته فجميع موظفيه يأتون الى أعمالهم متحمسين مبتسمين يتوقون الى رؤية رئيسهم وارضائه بكل مايستطيعون من جهد وعمل. وفي مجال التحفيز يسلك هذا المدير أساليبا جديده في تحفيز موظفيه وصقل ابداعاتهم فقد خصص مستشارا اجتماعيا لموظفيه لحل مشاكلهم الاجتماعيه فكانت النتيجه زياده كبيرة في انتاجيتهم ومزيدا من الافكار والابتكارات من الموظفين مما اسهم في زيادة ارباح الشركة . واما تقييمه لموظفيه فلهذا المدير اسلوبا ابتكاريا في التقييم فهو في كل سنه يعطي احد موظفيه الحريه في تقييم نفسه ويعتمد تقييمه هذا ويرفعه للادارة لاعتماده بل انه يبعد اكثر من ذلك اذ انه يصر على ان يقيمه موظفيه ويبدون رايهم في مستوى ادائه وكيف يمكن ان يحسن من أسلوبه وادارته ليرفع مستوى انتاجيتهم. لاشك ان كل موظف يتمنى ان يحظى بمثل هذا المدير والذي سيساعده ليطلق كل ابداعاته وانجازاته لتنعكس على الادارة والشركة التي تجمعهم فيرتفع الاداء وتزيد الانتاجية وتزيد الارباح . ولا تستغربوا من بعض ما ذكر آنفا وتظنوها أحلاما لا واقع لها فقد بدأت كثير من الشركات مؤخرا في تطبيق أساليب ابتكاريه في الادارة فمثلا وفرت شركة ماريوت انترناشونال خدمة حل المشاكل الاجتماعيه بين الاسر الذين يعملون لديها فاستفاد من هذه الخدمه 17 الف موظف من هذه الخدمة وأوضحت استطلاعات أوليه ان الشركة حصلت على معدل 418% من العائد على استثماراتها كما أن اداء العمل تميز بالجوده وتحسنت العلاقات مع العمال . وقوقل الشركة العملاقة التي اصبحت مصدرا رئيسيا للمعلومة لاغنى عنه لم تصل لهذا المستوى من النجاح الا باساليب ابداعية ومبتكرة لتحفيز موظفيها فتسمح لك جوجل بأن تجعل مكتبك كما تشاء لتشعر وكأنك في غرفتك الخاصة وتوجد في الشركة حمامات سباحة لاسترخاء الموظفين وإذا لم تكن تعجبك تسريحة شعرك، فلديك في مقر عملك مصففو شعر محترفون لتصفيف شعرك كما تريد . وإذا شعرت بالجوع فلديك مطعم يحتوي كل الأكلات العالمية وبالمجان . وإن كان لديك أبناء فلا داعي للقلق عليهم، اصطحبهم معك إلى العمل لأن هناك أماكن لعب خاصة لأبناء الموظفين وإذا شعرت بقليل من الإرهاق تستطيع الحصول على مساج على يد خبراء متخصصين. كما بدأت تظهر كتب ومؤلفات اداريه تهتم بهذا الجانب الابتكاري في المجال الاداري وقد ذكر جون بوتزاير في كتابه (101innovative ways to make your company a great place to work) عددا من الافكار الابتكاريه لتحسين مناخ الانتاج في العمل ورفع مستوى اداء العاملين ومن هذه الافكار ايجاد أماكن الراحه داخل مكان العمل يتوفر فيها أسرة للراحه ويمكن للموظف تصفح بعض المجلات أو حتى مجرد الجلوس مع الزملاء في جو أسري وبدأت فعلا الكثير من الشركات في تطبيق هذه الفكرة ومن هذه الافكار ايضا إطلاق اسماء افضل العاملين على غرف الاجتماعات في الشركه كما يذكر المؤلف أنه بهذه الافكار الغير مسبوقه يمكن للشركه أن تحافظ على موظفيها وتحبب لهم المكان الذين يعملون فيه ويزداد شعورهم بالولاء له والانتماء اليه أما الاساليب التقليديه فقد عفا عليها الزمن وأصبح الموظف لايقبلها ولا تؤثر فيه (انتهى كلامه) . وفي كتابه The people Principle ذكر رون ولينجهام انه " بعد رحلات مضنية عبر نظريات وممارسات إدارية متباينة مثل الإدارة بالأهداف وإدارة الجودة الشاملة والإنتاج اللحظي والتحسين المستمر لم يجد المديرون ورجال الأعمال بدا من العودة إلى المبدأ الأول وهو البشر أنفسهم فأنت تستطيع أن تستأجر سواعد الأفراد وعقولهم لتصميم وتنفيذ العمليات لكنك لاتستطيع امتلاك قلوبهم" ويضيف المؤلف قوله " من هنا يعود التحول من هندسة العمليات إلى قيادة السلوكيات أو هندسة العلاقات " انتهى . اذن مما سبق ذكره يتضح أن عصرالمدير المتطور والشركة المبدعة ليس بعيدا ولم يعد حلما بل أصبح حقيقة واقعه وبدأ يظهر في كثير من الشركات وانعكس على انتاجيتها وابداعها ونجاحها وارباحها فهل يمكن أن نرى الكثير من هذه النماذج في شركاتنا وبين اداراتنا وفي اعمالنا. 3903 جدة 22246 – 6624