أكد مدير مركز الأبحاث ورئيس قسم الأورام في برنامج زراعة النخاع في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأورام فرع جدة البروفيسور عز الدين إبراهيم، أن الأمراض السرطانية بشكل عام لها علاقة وثيقة بتقدم العمر فكلما زاد العمر زاد احتمالات الإصابة، بينما تندر الأورام السرطانية لدى الأطفال وتزيد لديهم نسبة الشفاء بشرط الاكتشاف المبكر وهو ما يسمى بالوقاية الثانوية. يأتي ذلك في إطار اليوم المفتوح لمناقشة أوراق عمل مؤتمر مستجدات علم الأورام الرابع والذي يقام الاثنين المقبل الموافق 23 فبراير، برعاية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل وحضور محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد في فندق الإنتركونتننتال، والذي يستهدف أولياء الأمور وأهل المرضى المصابين بالأورام خاصة الأطفال منهم، وتتنوع فعالياته بين ندوات ولقاءات وفقرات ترفيهية ويشهد إقامة معرض لرسوم الأطفال الأصحاء والمصابين تتجاوز الأعمال المعدة 150 لوحة فنية. وأشار عز الدين إلى أنه تم اختيار موعد اللقاء لمواكبة ظروف المدعوين من أصحاب المراكز المرموقة في أوروبا وأمريكا وأنه لا يتعارض مع أي نشاطات دولية أخرى، ويهدف اللقاء لتقديم المستجدات في هذا المجال، موضحا أن هذه السنة قد تم تحديد مفهوم جديد وهو تقديم أحدث ما توصل له العلم في مجال الأورام بتخصصات متعددة أي عدم ربط المؤتمر بتخصص معين أو ورم معين أو حالة معينة، مؤكدا أن تجمع المختصين خلال اللقاء من كافة الأنحاء يدعم التبادل العلمي والخبرات وسد الاحتياجات، حيث أن العالم يعاني من نقص شديد في التخصصات المختلفة في الأورام وأعداد التمريض المؤهل للعناية بمريض الأورام. وأوضح أنه سيتم مناقشة عدة محاور كالعلاج الكيماوي والعلاج الجراحي للأورام وأمراض الدم والعلاج التلطيفي وأورام الأطفال وأحدث المستجدات في العلاج التمريضي لمرضى الأورام، وأوراق عمل في عدة تخصصات أهمها العقاقير الجديدة التي مفعولها مبني على أسلوب حديث كالهرسبتن الذي يستخدم في سرطان الثدي والافاستن الذي يعمل على تقليل وصول الدم للخلايا السرطانية ، وآلية عملة على درجة عالية من التعقيد. الجدير بالذكر أن هذا النوع من العلاج الحديث مبنى على تعامل العلاجات مع المستقبلات على سطح الخلية السرطانية وتتفاعل معها بحيث تؤدي إلى أكبر كمية من القتل والهدم لهذه الخلية مع وجود أقل نسبة من الآثار الجانبية والمضاعفات على المريض. والجدير بالذكر أيضًا أن الأورام السرطانية هي إحدى أخطر المشكلات الصحية المتزايدة التي تتحدى الإنسان في العصر الحديث، وتختلف نسبة حدوث الأورام الخبيثة اختلافا ملحوظا في المجتمعات المختلفة تبعا لاختلاف التركيبة العمرية للسكان وكذلك لاختلاف العوامل البيئية، وتصل نسبة حدوث الأورام إلى أعلى معدل لها في المجتمعات الغربية لزيادة متوسط الأعمار واسلوب الحياة وتبني نمط الحياة الصناعية. وتقدر النسبة العالمية الحالية بحوالي 9 ملايين حالة سرطان جديدة كل عام، بمعدل 100 حالة لكل 100 ألف شخص في المجتمعات النامية، وفي العالم العربي قد تساهم عدة عوامل في زيادة عدد الحالات، منها الزيادة المطردة من متوسط العمر وزيادة نسبة المعمرين واساليب الحياة العصرية مثل السمنة والتدخين وقلة النشاط البدني والعادات الغذائية الغربية التي دائما تقلل من تناول الخضروات والفواكه وكثرة تناول الدهون والاغذية البروتينية بكثرة . وهذا يدعونا الى اتخاذ اساليب وحياة اكثر صحية كما يؤكد اهمية دور التوعية الصحية والكشف المبكر عن الأورام.