نحن في هذا الوقت بالذات بحاجة إلى تعلم فن التفكير الإيجابي واحترام الذات وتوظيف ما وهبنا الله إياه من امكانات وقدرات تجعلنا أكثر تقديراً لذواتنا، لاسيما أن شبابنا بحاجة إلى تكاتف وتوحيد الجهود واستهدافهم بالبرامج والمبادرات الرائدة التي تساهم في رسم مستقبلهم المضيء بإذن الله. حكمة هندية قديمة تقول "أنت اليوم حيث أتت أفكارك, وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك" فانتقل من تعداد كونك إنسان فقط إلى إنسان إيجابي. ووفقاً للعلماء فإنه أكثر من 60 ألف فكرة يومية يستقبلها عقل الإنسان، في الوقت الذي أعلنت فيه دراسة لكلية الطب في سان فرانسيسكو ذكرت بأن أكثر من 80% من أفكار الإنسان سلبية وتعمل ضده وتسبب له أحاسيساً وسلوكاً وأمراضاً نفسية وعضوية. هذا الأمر يدل على مقدرة هائلة وعملاقة لهذا الفكر البشري، ويؤكد أهمية الإيجابية في التفكير عبر المحافظة على التوازن السليم في مختلف مشكلات الحياة. أخي الشاب أختي الشابة بنفس الطريقة التي تتخلص بها من ملفات حاسوبك الشخصي غير المرغوب بها لتنقلها إلى سلة المهملات، يجب أن تعامل ما يطرأ إلى عقلك من أفكار سلبية أو غير نافعة، ويجب أن تتعلم وتدرك مهارات إيجابية التفكير كاختيار العبارات التي تعطي إيحاء بالايجابية لتساعدك على النجاح والتركيز على الجوانب الايجابية لكل أمور الحياة والابتعاد قدر الامكان عن الأفكار السلبية وعدم تتبعها مع توسيع نطاق التفكير وتجنب الانطواء على الذات وأهمية تعلم مهارات الحوار مع الآخرين والنقد البناء. نستأنس أخيراً بما قاله الشيخ محمد متولي الشعراوى "الفكر هو المقياس الذى يميز فيه الإنسان البدائل ويختار ما هو أحسن لسعادته, واحفظ لمستقبله، ومستقبل أسرته". أخي الشاب أختى الشابة.. لا تجعل الأفكار السلبية تسيطر عليك لأنها ستكون عائقاً أمام التفكير والسير بخطوات متواصلة نحو المستقبل المشرق.. فأنت أنجح شاب.. فكر بإيجابية وساهم في بناء المستقبل المشرق لك ولعائلتك ولمدينتك ولوطنك. * متخصص في الإعلام والعلاقات العامة والمسؤولية المجتمعية. [email protected]