اختيار وزير التربية والتعليم، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، حينما كان أمير منطقة مكةالمكرمة، لشعار «إيجابية التفكير وصدق العمل» عنواناً لملتقى الشباب في منطقة مكةالمكرمة، في دورته الرابعة، له هدف سام يعكس المسؤولية المجتمعية للقيادة الرشيدة، نحو فئة الشباب، بناة المستقبل، الذين تبلغ نسبتهم 60% من سكان المملكة. نحن في هذا الوقت بالذات بحاجة إلى تعلم فن التفكير الإيجابي واحترام الذات وتوظيف ما وهبنا الله إياه من إمكانات وقدرات تجعلنا أكثر تقديراً لذواتنا، لاسيما أن شبابنا بحاجة إلى تكاتف وتوحيد الجهود واستهدافهم بالبرامج والمبادرات الرائدة التي تساهم في رسم مستقبلهم المضيء بإذن الله. حكمة هندية قديمة تقول «أنت اليوم حيث أتت أفكارك، وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك»، فانتقل من تعداد كونك إنساناً فقط إلى إنسان إيجابي. ووفقاً للعلماء فإنه أكثر من ستين ألف فكرة يومية يستقبلها عقل الإنسان، في الوقت الذي أعلنت فيه دراسة لكلية الطب في سان فرانسيسكو أن أكثر من 80% من أفكار الإنسان سلبية وتعمل ضده وتسبب له أحاسيس وسلوكاً وأمراضاً نفسية وعضوية. هذا الأمر يدل على مقدرة هائلة وعملاقة لهذا الفكر البشري، ويؤكد أهمية الإيجابية في التفكير عبر المحافظة على التوازن السليم في مختلف مشكلات الحياة. أخي الشاب، أختي الشابة، بنفس الطريقة التي تتخلص بها من ملفات حاسوبك الشخصي غير المرغوب بها لتنقلها إلى سلة المهملات، يجب أن تعامل ما يطرأ على عقلك من أفكار سلبية أو غير نافعة، ويجب أن تتعلم وتدرك مهارات إيجابية التفكير كاختيار العبارات التي تعطي إيحاء بالإيجابية لتساعدك على النجاح والتركيز على الجوانب الإيجابية لكل أمور الحياة والابتعاد قدر الإمكان عن الأفكار السلبية وعدم تتبعها مع توسيع نطاق التفكير وتجنب الانطواء على الذات وأهمية تعلم مهارات الحوار مع الآخرين والنقد البناء. نستأنس أخيراً بما قاله الشيخ محمد متولي الشعراوي «الفكر هو المقياس الذي يميز فيه الإنسان البدائل ويختار ما هو أحسن لسعادته، وأحفظ لمستقبله، ومستقبل أسرته». على الشباب أن لا يجعلوا الأفكار السلبية تسيطر عليهم لأنها ستكون عائقاً أمام التفكير والسير بخطوات متواصلة نحو المستقبل المشرق، فهم أنجح شباب، عليهم التفكير بإيجابية والمساهمة في بناء المستقبل المشرق لهم ولعائلاتهم ولمدنهم ولوطنهم.