يعمل التفكير الإيجابي على زيادة شعور الإنسان بدوره وقدرته على أن يكون نافعاً لنفسه وأن يكون نموذجاً لغيره في المجتمع، وهو العاصم له من الشعور بالعجز والكراهية وإشاعة الحقد بين الناس، الأمر الذي من شأنه إشاعة حالة من السلام مع النفس، والتي تنعكس في السلام مع الغير والحياة برمتها. وقد أورد خبراء فن تنمية الذات العديد من تعريفات التفكير الإيجابي، فعرفه بعضهم بأنه مجموعة من المهارات المكتسبة التي تمكن الإنسان من التغلب على مشاكله، وعرفه آخرون بأنه التفاؤل، بينما قال آخرون إن التفكير الإيجابي هو بداية الطريق للنجاح، فحين يفكر الإنسان بإيجابية، فإنه يبرمج عقله ليفكر إيجابياً، وكنتيجة طبيعية يؤدي التفكير الإيجابي إلى أعمال ناجحة. أما التعريف الذي نأخذ به فهو أنه كل نمط فكري يساهم في تحديد معرفة المشاكل التي يواجهها الإنسان، أو نمط الفكر اللازم لحلها، أو أسلوب العمل اللازم لتنفيذ هذه الحلول في الواقع، فليس المهم أن نفكر، ولكن المهم أن يقودنا تفكيرنا إلى التميز، وإذا أردت أن تعرف وتمتلك قوة التفكير، ويصبح تفكيرك إيجابياً لترتقي وتتميز، عليك ببعض الخطوات البسيطة: - لا تنتظر السعادة المطلقة ولا تجلس مكتوف اليدين بانتظار أن تطرق السعادة بابك، والأحداث الإيجابية أن تحصل معك، فهل سمعت مرة عن أحد يعيش السعادة المطلقة دون مرض أو مشاكل صحية أو مادية، أو دون أن يفقد غالياً؟! فالأحداث الإيجابية نحن من نصنعها من كلّ لحظة نعيشها، لذلك حاول أن تخلق الأجواء الإيجابية بنفسك. - وضح أولوياتك ونظمها: وتعلم أن تعرف مرادك، فمتى عرفت ماذا تتوقع من نفسك ومن الآخرين يصبح مستقبلك واضحاً، وتغدو أهدافك سهلة التحقيق. - أكثر من الضحك: فرغم أن التفكير الإيجابي حالة تصنعها بنفسك، إلا أنه رهن ارتياحك النفسي، لذا عليك بأن تكثر من الضّحك عبر مشاهدة البرامج الكوميدية، أو حتّى قراءة النّكات على صفحات الإنترنت. - ابنِ عالمك الخاص: وطور هواياتك، نمِّ تطلعاتك وقدراتك، وابنِ لنفسك عالماً خاصاً تهرب إليه متى تضيق بك الدنيا وتجابه من خلاله الصّعاب. - كن مرناً: فالمرونة هنا لا تعني أن تترك الريح توقعك أرضاً، إنّما أن تستطيع الاستقامة حين تنجلي، فبالمرونة تعتاد النقاش والصبر، وحتى تتعلم إيجابية الانتظار كطريق للتفكير الإيجابي ويرى الخبراء أن هناك العديد من مهارات التفكير الإيجابي ومنها: 1- اختيار العبارات الإيجابية التي تساعد على النجاح، وتكرارها وكتابتها. 2- مراقبة الأفكار، واستبعاد السلبية منها، لأن الاستمرار في التفكير فيها سيحولها إلى عادة، وبالتالي تؤثر سلباً على التفكير والسلوك . 3- تحديد الأهداف، وترتيبها حسب أولويتها، وتحديد وسائل تحقيقها، والتمييز بين الأهداف الممكنة والمستحيلة، واكتساب معارف ومهارات في مجالي فن النجاح وفن التفكير الإيجابي، وتجنب الانطواء على الذات. 4 - عدم الاسترسال مع الانفعالات السالبة، والتخلص من الأفكار السلبية والخواطر التشاؤمية بالهدوء والاسترخاء، والتأمل الموضوعي الذي يلغي المبالغة، وبرمجة العقل الباطن على التفكير الإيجابي عن طريق تكرار الجمل الإيجابية، وعدم تكرار الجمل السلبية، لأن العقل الباطن يتبرمج عن طريق التكرار. 5- البحث عن الجوانب الإيجابية لكل أمر من أمور الحياة حتى لو كان أمرا سلبيا، وتفادي التأثير التراكمي؛ لأن التفكير السلبي يبدأ بالتفكير بجملة بسيطة تذكر بأخرى وهكذا حتى تشكل انفعالا سلبيا مستمرا، لذا فإن التغلب على التفكير السلبي يتم بالتغلب على هذا التأثير التراكمي.