صحافة ايام زمان كان لها طعم آخر دعوني اذكر بعض ما شهدته "أخبار اليوم" الصحفية قبل اربعين عاما او يزيد.. كانت مهمة هذه الصحيفة هي "تفريخ النجوم" في الصحافة المصرية كان من ابرز نجوم هذا الوقت.. الكاتب الصحفي المعروف ابراهيم سعدة وكان مراسلاً لاخبار اليوم في سويسرا.. ومحمد طنطاوي مراسلاً من امريكا وحسين فريد سكرتير عام التحرير وهو المهيمن على كل الجيل الجديد من شباب اخبار اليوم الذين يعملون في سكرتارية التحرير وهذا المنصب في مصر يعني الرجل المسؤول عن اخراج وتبويب الصفحات واختيار العناوين والموضوعات وبنط الصفحة وكان اشهر محرر قضائي عليه ان يتابع الاخبار في المحاكم المصرية "احمد لطفي حسونة" الذي كان يكتب المحاكمة بسرعة قراءتها من القاضي.. ويساعده في ذلك محمود عبدالسميع اما اشهر محرر يكتب الحوادث من اقسام البوليس فهو بلا منازع سامي جوهر.. كل هؤلاء النجوم صنعتهم اخبار اليوم الصحفية.. ومن جيل المستقبل في هذا الوقت ظهر نجم زميلي محمد يوسف عبدالحميد الذي عمل لفترة سكرتيرا لمجلة اخر ساعة ثم سكرتيرا لتحرير الاخبار.. وظهرت مواهبه الفنية في اخراج الصحف والمجلات فاختاره الراحل علي امين للعمل معه لاخراج اخر اصدار يشرف عليه من اخبار اليوم تحت عنوان "آخر لحظة" واستمرت لقاءات الصحفي الكبير علي امين معه وحتى وهو على فراش المرض للاشراف على اعداد (آخر لحظة) ولكن "الموت" غيبه ولم يمهله لاصدار هذه المجلة الجديدة التي يبدو من اسمها انها كانت فريدة في موضوعها واخراجها.. بقي ان اقول ان صاحبي اخبار اليوم "مصطفى وعلي امين" رغم عشقهما للعمل الصحفي وهم في مرحلة الشباب الا انهم تعرضوا لخسارة فادحة حينما اصدرا مجلة نسائية جديدة للسوق المصرية تحت اسم "هي" وهي مجلة نسائية اخذت نموذج المجلات الفرنسية وقدمت بترونات للتفصيل.. وغيرها من الملاحق عن الموضة والازياء وغيرها. ولكن هذه المجلة توقفت عن الصدور بعد 13 عدداً وهذه الاعداد مازلت احتفظ بها للذكرى في منزلي، ودعوني اذكر لكم بعض الخبطات الصحفية التي قامت بها محررات اخبار اليوم ومن بينهم الصحفية (حسن شاه) التي لبست ملابس "كمساري في اتوبيس النقل العام" ودخلت لقطع التذاكر في الاوتوبيس من الركاب وسط ذهول الركاب من وجود كمسارية سيدة بينهم وسجلت تحقيقا رائعا لمجلة "الجيل" التي كان يشرف عليها الرائع انيس منصور لتقدم تحقيقات صحفية متميزة وهي احدى نجمات اخبار اليوم. وحتى استطيع ان ألملم افكاري حول هذه الموضوعات لابد ان اشير الى ان الصحيفة المنافسة لاخبار اليوم وهي "الاهرام" كانت لديها كتيبة من الصحفيين الاكفاء منهم مكرم محمد أحمد الذي كتب تحقيقات صحفية متميزة خلال الستينات وكذلك ظهر في الاهرام اسماء كثيرة منهم عبده مباشر محرر عسكري للاهرام وجمال الغيطاني (محرر عسكري للاخبار) و(نعم الباز) اشهر محررة اطفال لاخبار اليوم ومريم روبين افضل محررة دبلوماسية.. الكثير من النجوم كانوا جميعاً يتركون بصماتهم على الصحافة المصرية في الستينات من القرن الماضي والى لقاء قادم باذن الله.