يوجد في كل منطقة من مناطق المملكة عبارات ومصطلحات خاصة بها قد لا يعرف معناها الحقيقي إلا أبناء المنطقة نفسها أو من عاش فيها ردحا من الزمن أو خالط أهلها وعاشرهم وعرف عباراتهم ومصطلحاتهم وما ترمي إليه من معان ومقاصد، ولما أوردت في جوابي على سؤال ل «عكاظ» كلمة «معصي»، سألني عن معناها عدد من المكيين، فأخبرتهم إنها شدة الرفض لأمر من الأمور، وسمع تفسيري أخ كريم يعرف معنى الكلمة من قبل لأنه من بادية نجد، فتذكر موقفا طريفا حصل لأحد المعلمين، عندما زار ذلك المعلم مبنى وزارة المعارف في الرياض قادما من جدة في أمر يخصه فقابل في الوزارة مسؤولا وعرض عليه حاجته، فكتب ذلك المسؤول على معاملته عبارة «معصي».. ففرح الأخ بالعبارة وأخذ يدور بين أقسام الوزارة يسأل كل من يلقاه: فين مكتب الأستاذ «معصي»، قبل أن يدرك في نهاية الأمر وعن طريق مراجع آخر معنى تلك الكلمة، وأن عليه أن «يضرب» الباب لأن طلبه رفض رفضا شديدا من قبل ذلك المسؤول الذي رأى عدم إمكانية تحقيقه لتعارضه مع المصلحة والنظام، على حد قوله!. وأذكر أننا كنا نذهب لمعهد المعلمين بحافلة صغيرة اسمها «الأنيسة» تحمل نحو أربعة عشر راكبا، كل راكب بأربعة قروش وكان المعهد في حي الزاهر بأم القرى فيمر بشارع اسمه «البيبان»، جمع باب باللهجة المكية، فركب معنا ذات يوم راكب فلسطيني أو سوري فسمع «الكمساري» ينادي في الركاب البيبان.. البيبان، لينبه الذين يريدون النزول في ذلك الشارع إلى وصولهم إليه، ولكننا سمعنا الراكب الشامي يقول للكمساري: مسكرة والله مسكرة.. ظنا منه أن الكمساري كان يطلب منه إغلاق أبواب الأنيسة بإحكام!. ولعل الجيل الجديد لا يعرف معنى الكمساري، فإنه مساعد السائق الذي يقطع التذاكر ويحاسب الركاب. واتفق شامي ومكي على القيام برحلة تجارية، فلما كان موعد الرحلة جاء الشامي إلى دار المكي، وقال له: بلشنا الرحلة، فغضب المكي وقال له: تخليني أعبي الشنطة وآخذ إجازة من عملي ثم تقول لي بلشنا الرحلة.. ذلك أن بلشنا بالشامي تعني بدأنا وبالمكاوي تعني ألغينا. فأين منهم الأخ معصي؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة