كان يومها التنافس شديداً بين أحد والعقيق كفريقين متنافسين متجاورين في طريق "سلطانة" بالمدينة المنورة لا يفصل بينهما إلا أمتاراً من الأرض الواسعة والتي شغلها فيما بعد فريق ثالث هو "بورسعيد" الذي تحول إلى مسمى "النهضة".كان الصراع بين أحد والعقيق شديداً جداً كما هو حاصل في جدة بين الاتحاد والأهلي وفي الرياض بين الهلال والنصر وفي مصر بين الزمالك والأهلي وفي السودان بين الهلال والمريخ وهكذا في بقية الدول لابد من تنافس الفريقين المتواجدين داخل مدينة واحدة،ولكن الذي يمتاز به الأحديون والعقيقيون في تنافسهما أنهما على امتداد ذلك الصراع وحساسيته إلا أنك تجد الاحترام المتبادل بينهما فلم يحدث أن تشابك مشجعو فريق مع مشجعي الفريق الآخر مع تجاور مساكنهم فمثلا آل محروس وهم من عصب أحد يقطنون في زقاق الطيار الذي يسكنه آل عزي مؤسسو العقيق هذا كمثال بل تخطى ذلك إلى أنهم يجتمعون في أماكن عديدة جداً، ذكرني بهذا ذلك الحوار مع أحد مؤسسي أحد الأندية مع النادي المنافس وما شنه من هجوم قاس – فسره البعض بأنه كان مجافياً لأشياء كثيرة لعل في أولها انعدام روح الصفا الرياضي الذي كان يجب أن يتحلى به من هو من أمثاله تاريخاً وقيمة اجتماعية، لكن الذي يبدو لي أنها زلة لسان ما كان يصح أن تحدث.رحم الله أيام أحد والعقيق على سعة صدورهم وإضاءة طريقهم وحبهم لبعضهم البعض رغم ذلك التنافس. ذلك التآخي الذي كان متمثلاً في تلك العلاقة التي كانت تجمع علي دقاق بطول قامته وأحديته العميقة وهو يصفو مع محمود دقل بعقيقيته المعروفة أو يوسف حيدري بأحديته الطاغية أو عبدالقادر حمودة بعقيقته المفرطة وهم يلتقون على كرسي الشريط في "قهوة" الحادي على مدخل زقاق الطيار في المناخة طيبة الذكر كصديقين يتحديان بعضهما البعض غداً من سيكسب اللقاء ولكن بروح شفافة لا حقد فيها.إنه الزمن الجميل.