يرصد الكتاب النقدي "أقنعة الخوف" إشكالات في البنية الثقافية والاجتماعية السعودية، عبر قراءة 21 نصا بين روائي ومجموعة قصصية قصيرة، وكتب رئيس جمعية الثقافة والفنون في الدمام الناقد عيد الناصر في كتابه، الصادر عن "فراديس للنشر والتوزيع"، قراءات للأعمال السردية في فترات مختلفة، وشملت القراءة كتابا معروفين وآخرين جددًا. وأشار إلى أن الكتاب يأتي "محاولة للتحليق في فضاء النصوص السردية السعودية والتقاط الزوايا التي تستحق الالتفات إليها"، موضحا أن "التنويع في القراءات تهدف لتمثيل أكبر شريحة ممكنة من الكتاب، المشتغلين بالابداع النثري زمنيا وجغرافيا، ما أدى إلى شمول الكتاب على أسماء معروفة مثل عبده خال وغازي القصيبي وعبد العزيز المشري، وأسماء جديدة شابة .. وذكر الناصر أن "القراءة النقدية عملية تواصل تنطلق من داخل النص ذاته، لا من خارجه، وفعل الكتابة يتأتي في لحظات أقررها أو أثناء قراءة نص أو بعد الفراغ منه"، مضيفا أنه "لا يملك توجيه الكاتب لما هو خطأ أو صواب في كتابته، وإنما محاولة لتطوير الأدوات في التعامل مع النصوص المختلفة"، مشبها النصوص بالبشر "أتواصل معه فكريا وثقافيا وروحيا ولا ابحث عن خطاياه أو حسناته"، مبتعدا عن توظيف اقترحها على القارئ، موضحا "لم يثبت هذا الأسلوب فشله فقط بل غباءه". ورأى أن "النقد عملية تواصل مع النص ثم محاولة للحديث عن زاوية أو أكثر، يرى الناقد لحظتها أنه قد يضئ نقطة لم تلامس من قبل الآخرين"، مؤكدا على "الابتعاد عن الوصفات الجاهزة للكتابة المعتمدة على أسلوب مسبق"، والتي يرى فيها أنها "صيغة تستبطن الاستهجان بكاتب النص والقارئ، وإن ارتفع ضجيجها اللغوي وكثرت اقتباساتها من القاموس النقدي الأجنبي". وتناول الكتاب قراءة لكل من النصوص "جرف الخفايا" عبد الحفيظ الشمري، و"أسبوع رديء آخر" حمد العيسى، و"ملامح" زينب حفني، و"شقة الحرية" غازي القصيبي، و"النغري" عبدالله باخشوين، و"آخرون كانوا هنا" حسين السنونة، و"عرق بلدي" محمد المزيني، و"السماء الحناجر محترقة" عبد العزيز المشري. إضافة إلى مجموعات قصصية لطاهر أحمد الزارعي ومصلح جميل وفاطمة الرومي ونوال تركي الجبر. وابتدأ قراءتها برصد الخوف وتمثلاته في رواية "فسوق" لعبده خال، وملامحه القريبة من الواقع مثل الخوف في الأحلام والموت والفضيحة وخوف من الأعراف والتقاليد ومن شك المثقفين بعضهم البعض، والخوف من السلطة الدينية. وإسقاط ذلك على النص الروائي واستجلاء علامته من الشخصيات والأحداث. وتطرق على السلطة الأبوية في خمس روايات سعودية، وكان اختياره لها لكونها "صدرت في بلد واحد ومرحلة زمنية محدودة واتفاقها على تحدي السلطة الرمزية التي تمتلكها الأبوة"، والنصوص التي وقع عليها القراءة "جاهلية" و"سعوديات" و"ثمن الشوكلاته"، و"بين علامتي تنصيص" و"الآخرون". كما ان الناصر يترقب إصدار روايته الأولى ( هسهسة التراب ) وبها الكثير من وجع الإنسان وتحاكي صور حياتيه لموظف أرامكو لزمن بعيد ، بينما يكون إشتغاله على إختلاف الرؤى والمنظور في بيئة مليئة بالصراعات التي تسيدت تلك الفترة الزمنية ، رواية ربما تعري لنا مشهدا لم نعهده لشركة كبيرة ولأنسان حمل هم اسرته وتعبه ومضى ، الرواية ستكون متوفرة في معرض الكتاب القادم في الرياض والبحرين.