وضحوا لي ماذا يرى الخاطب من مخطوبته؟ أحمد. س - جدة من يسر الإسلام وسماحته ان اباح لكل من الخاطب والمخطوبة النظر الى كل منهما وان يتعرف على احوال وصفات واخلاق كل من الآخر ليكون كل منهما على علم بالاخر وقد حث الاسلام على هذا عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل تزوج امرأة اي اراد ان يتزوجها: "انظرت اليها؟ قال لا قال اذهب فانظر اليها" وروى جابر انه صلى الله عليه وسلم قال: "اذا خطب احدكم المرأة فإن استطاع ان ينظر منها الى ما يدعو الى نكاحها فليفعل" وتمامه قال جابر "فخطبت جارية فكنت اتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني نكاحها فتزوجتها ،وفي رواية للترمذي والنسائي عن المغيرة انه قال له يعني لجابر انظر اليها فإنه احرى ان يؤدم بينكما فدلت هذه الروايات على انه يندب تقديم النظر الى من يريد نكاحها غير ان الفقهاء إلاماجد اختلفوا فيما بينهم في المقدار الذي يجوز رؤيته من المخطوبة ذهب الجمهور من الفقهاء على ان يجوز النظر الى الوجه والكفين فقط بينما يرى الحنابلة جواز النظر الى ما يظهر من الجسم كالوجه والكفين والقدمين وهو قول بعض الحنفية وفي قول الشافعية يحل نظر ما يبدو كالرأس والعنق والوجه والكف والساعد وطرف الساق اذ لا ضرورة الى غيره.والظاهرية يجبرون النظر مطلقاً اي ما يظهر منها وما بطن. وربما ان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الآنف الذكر "اذ خطب احدكم المرأة فإن استطاع ان ينظر منها الى ما يدعه الى نكاحها فليفعل يرجح لنا القول الذي ذهب اليه الجمهور فإن الوجه مجمع المحاسن ويدل على جمال الخلقة واليدين تدلان على سمنة البدن وعدمه وغالباً ما يكفي هذا في تطمين النفس وارتياحها لاختيار شريك حياتها وان كان الحديث مطلقاً يحتمل ما ذكرناه وغيره مما يدعو الى النكاح، ومما اود الاشارة اليه ان الاسلام كما اباح للرجل النظر الى مخطوبته على ما ذكرته فقد اباح للمخطوبة النظر الى خاطبها والجلوس معه مع وجود محرم حتى تنطبع في نفسها صورته العامة والخاصة فتطمئن نفسها اليه او تعافه وبالله التوفيق.