تصارع القوى الكبرى الزمن للتوصل إلى اتفاق مؤقت مع إيران بشأن برنامجها النووي، مع دخول مباحثات جنيف يومها الثاني. واستأنفت البارونة أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مباحثاتهما في جنيف أمس. وتقول إيران إن هناك "قضايا جادة" يتعين حلها لإبرام اتفاق طال انتظاره. وكشف دبلوماسي غربي عما وصفه ب "فجوات واضحة" بين موقفي مجموعة 5+1 من جهة وطهران من جهة أخرى. وتسعى مجموعة 5+1، التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى إبرام اتفاق مع إيران يقضي بوقف برنامجها النووي ويبدد المخاوف من أن يكون الهدف منه هو تصنيع أسلحة نووية. وحسب المعلومات المتوفرة عن مباحثات جنيف، فإن الإتفاق المأمول سيكون مؤقتا ويقضي بالحد من تخصيب إيران لليورانيوم مقابل تخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران. غير أن أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي قالوا إنهم يسعون لسن قانون الشهر المقبل يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران. ويرى هؤلاء، من بينهم هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، أن تصعيد الضغط بالعقوبات على إيران هو الذي يدفعها لتغيير موقفها. وتشير تقارير إلى أن المباحثات قد تمتد إلى نهاية الأسبوع، وإلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد ينضم إلى المباحثات.ومن الأمور التي تجري مناقشتها مسألة تعليق إيران لبعض الأنشطة النووية الحساسة وقبل كل شيء تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المتوسط مقابل تخفيف عقوبات مثل الإفراج عن بعض الأرصدة المالية المجمدة في حسابات أجنبية وتخفيف الضغط على بعض الدول لعدم شراء النفط الإيراني.ويقول دبلوماسيون في المحادثات إن الإيرانيين أوضحوا أنهم يهتمون أكثر باستئناف مبيعات النفط وبرفع مؤقت للقيود المفروضة على التحويلات المصرفية والمالية الإيرانية والتي تشل اقتصاد البلاد المعتمد على النفط.وأكدت إيران أنها لن تتنازل عن حقها في أن يكون لديها برنامج نووي سلمي لكن الولاياتالمتحدة تقول إنها لن تسمح بأي "حيلة إيرانية" خلال الاجتماعات لكسب الوقت لزيادة قدرات طهران النووية.