قالت الولاياتالمتحدة إن الاتفاقية الأمنية مع أفغانستان يجب أن توقع قبل نهاية هذا العام، الأمر الذي يتناقض مع دعوة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى تأجيل التوقيع إلى ما بعد الانتخابات في العام القادم. وأضافت الولاياتالمتحدة أنه لا يمكن تأخير التوقيع لأنه "غير عملي وغير ممكن". وفي الوقت الذي اجتمع فيه مجلس ممثلي كبار الشخصيات والقبائل الأفغانية (لويا جيرغا) لمناقشة الاتفاقية، قال كرزاي إنها لن توقع إلا بعد انتخابات عام 2014. وقد يبقى في البلاد نحو 15 ألف من القوات الأجنبية على وفق الاتفاقية، على الرغم من أن الولاياتالمتحدة تقول أنها لم تتخذ بعد قرارا بشأن الإبقاء على وجود عسكري لها في أفغانستان بعد عام 2014. وقال مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش أرنست " لم نحدد بعد إن كان سيبقى جنود في أفغانستان" في ختام المهمة القتالية لحلف الأطلسي نهاية عام 2014، مشيرا إلى أن هذا القرار يعود للرئيس باراك أوباما "وهو قرار لم يتخذه الرئيس بعد". ومن جانبه حض الرئيس كرزاي الوفود المشاركة في اجتماع المجلس القبلي، لويا جيرغا، الذي افتتح في كابول الخميس وسيتواصل لأربعة أيام، على إقرار الاتفاقية الأمنية. وقال كرزاي، مخاطبا اجتماع المجلس إن عددا من قادة العالم ، بضمنهم روسيا والصين والهند، يدعمون الاتفاق، الذي وصفه بأنه سيوفر الأمن الذي تحتاجه أفغانستان، فضلا عن قواعد للاعتماد على قوات من بلدان غير بلدان حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي كانت تساعد القوات الأفغانية. بيد أن نبرة خطاب كرزاي عكست الصعوبات التي واجهها كلا الجانبين خلال أشهر تواصلت فيها مناقشة تفاصيل الاتفاقية، التي لم تخرج مسودتها إلى العلن إلا قبيل ساعات من الاجتماع. واعترف كرزاي بوجود أزمة ثقة بينه وبين الأمريكيين، إذ قال إن "ثقتي بأمريكا ليست جيدة. لا أثق بهم ولا يثقون بي". وأضاف قائلا "خلال السنوات العشر الماضية، دخلت معهم (الأمريكيين) في صراع، وبالتالي نظموا حملة دعائية ضدي". وتقول مراسلة بي بي سي كارين الين إنه يبدو أن كرزاي يريد وضع شرط جديد بقوله إن الاتفاقية لن توقع إلا ما بعد الانتخابات. وسيتم التصويت في الانتخابات الجديدة في فترة أقل من ستة أشهر، حيث لا يحق لكرزاي الذي خدم لدورتين رئاسيتن الترشح لدورة جديدة. ولم يؤكد مكتب كرزاي لبي بي سي هل أن الرئيس كرزاي هو من سيوقع الاتفاقية أم خلفه؟وقد ردت الولاياتالمتحدة بسرعة برفض هذا الجدول الزمني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي "نعتقد أن توقيع الاتفاقية في أسرع وقت ممكن بدلا من تأجيلها أمر ضروري لمنح الأفغان يقينا بشأن مستقبلهم قبل الانتخابات القادمة. ويمكن الولاياتالمتحدة والشركاء الآخرين من التخطيط للوجود الأمريكي هناك بعد عام 2014". وتابعت أن أي تاخير إضافي في توقيع الاتفاقية "بالنسبة لنا لن يكون عمليا ولا ممكنا بسبب الشكوك التي سيخلقها". وكان كرزاي ووزير الخارجية جون كيري قد اتفقا الأربعاء على مسودة المعاهدة التي تحكم وجود القوات الأمريكية في أفغانستان بعد عام 2014. وحسب اتفاقيات مسبقة، من المقرر أن تنسحب القوات الأجنبية، بما فيها الأمريكية، من أفغانستان في عام 2014.