اعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي ان 15 الف جندي اميركي يمكن ان يبقوا في افغانستان بعد انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي بحلول نهاية 2014، اذا تم توقيع الاتفاق الامني مع الولاياتالمتحدة، موضحا ان هذا الاتفاق يمكن ان يجلب الاستقرار الى البلاد ولن يقر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال كرزاي امام المجلس التقليدي الكبير (اللويا جيرغا) الذي افتتح اعماله الخميس في كابول لاعلان موقفه من بقاء قوة اميركية في افغانستان بعد 2014: "اذا وقع (هذا الاتفاق)، سيبقى بين عشرة آلاف و15 الف جندي (اجنبي)". واضاف: "عندما اقول +جنود+ فانا لا اتحدث عن الاميركيين فقط، بل عن قوات من دول اخرى في حلف شمال الاطلسي مثل تركيا او بلدان اسلامية اخرى". وتابع كرزاي ان هذه الاتفاقية "يمكن ان تقدم لنا فترة انتقالية للوصول الى الاستقرار خلال السنوات العشر المقبلة". وقال انه "مهما كان القرار الذي سنتخذه علينا ان نأخذ بعين الاعتبار ضرورة تأمين مستقبل زاهر للبلاد"، مضيفا ان "الذين ينتظرون قراركم هم ايضا وراء حدود افغانستان". ونشرت السلطات الافغانية نص رسالة قالت ان الرئيس الاميركي باراك اوباما وجهها الى نظيره الافغاني لهذه المناسبة. وجاء فيها ان الرئيس الاميركي "تلقى بسرور توصل البلدين الى اتفاق حول مضمون الاتفاقية الامنية الثنائية"، معتبرا انها ستتيح بناء "مستقبل افضل لافغانستان". الا ان الرئيس الافغاني اوضح انه في حال موافقة اللويا جيرغا على الاتفاقية ثم موافقة البرلمان عليها ايضا فانها لن تصبح نافذة الا بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نيسان (ابريل) المقبل والتي لن يكون بامكانه الترشح اليها لانه سبق ان انتخب لولايتين متتاليتين. وقال كرزاي: "هذا الاتفاق سيبرم بعد اجراء انتخاباتنا في شكل نزيه وعندما يكون استقرارنا اصبح مضمونا وعندما نصبح واثقين بان الاميركيين سيتعاونون معنا في هذه المسألة". واضاف: "في حال لم تجر هذه الانتخابات بشكل جيد فان البلاد ستلعنني". وكعادته وجه انتقادات الى الاميركيين عندما قال ان "الولاياتالمتحدة لا تثق بي وانا لا اثق بها". ويمكن ان يثير ارجاء ابرام الاتفاقية الى نيسان المقبل غضب الادارة الاميركية التي اعربت مرارا عن رغبتها بتوقيع هذا الاتفاق في اسرع وقت ممكن. ومن المقرر ان تتواصل اعمال اللويا جيرغا حتى الاحد المقبل وسيناقش اعضاء هذا المجلس البالغ عددهم نحو 2500 شخص هذه الاتفاقية وسيتخذون قرارا بالموافقة عليها او رفضها. وجرت مفاوضات شاقة لمناقشة هذه الاتفاقية الامنية الثنائية بين الاميركيين والافغان دامت اشهرا عدة. ويوجد حاليا نحو 75 الف جندي اجنبي في افغانستان في اطار القوة الدولية لارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي. ومن المفترض ان تغادر هذه القوة المشكلة في غالبيتها من اميركيين بنهاية العام 2014. وبحسب نص مشروع الاتفاقية الامنية فانها تصبح نافذة ابتداء من مطلع العام 2015 ولمدة عشر سنوات على الاقل. ويتضمن النص حصانة قضائية للجنود الاميركيين ولو بصورة استثنائية. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن الاربعاء انه اتفق مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي على "بنود" اتفاق حول افغانستان. وقال كيري "اتفقنا على بنود (الاتفاق) الذي سيعرض على اللويا جيرغا لكن لا يزال يتعين ان يوافقوا عليه" في اشارة الى اللويا جيرغا. وفي العراق كانت واشنطن تنوي الاحتفاظ بقوة بعد 2011، لكنها اعادت في النهاية مجمل قواتها لان بغداد رفضت منح جنودها الحصانة. ويعقد اللويا جيرغا في قاعة كبيرة في حرم معهد البوليتيكنيك غرب كابول. ونظرا لخطر وقوع هجمات قد يشنها مقاتلو حركة طالبان، فرضت اجراءات امنية استثنائية في العاصمة الافغانية.