يتراءى للمتابع أننا نتوجّس من الجديد كما نتوجّس من الظلمة التي تشع بالمجمهول في بئرٍ نصف مطمور ،واندلاع ثورة التقنية أكّد هذا ،بل وأكثر من هذا جعلنا أمام "أزمة وعي "تجاهها وتجاه قيمنا الدينيّة . واجهتنا التقنية بحقيقة وعينا وماكان منا بعد انجلاء حقيقتنا إلّا التغافل أمام هذه الأزمة حتى تفاقمت وبدلًا من إيجاد طريقة صحيحة للتعاطي معها رحنا نبحث عن مايبرر إلغاءها ويُقلّص استخدامها ومحاولات استهلاكها.. وأقرب مثالٍ على هذا ماصرح به مصدر في "هيئة الإعلام المرئي والمسموع" من احتمال اعتزام السلطات منع التصوير في الأماكن العامة!!.ولا أدري هل سننجح في اقناع العالم أن هذا المنع يندرج أيضا تحت مسمى الخصوصية السعودية؟!أم أن العالم مُدرك الأزمة التي نعاني منها ونخجل من مواجهتها.وهي متمثّلة في عدم مصداقيتنا في التزامنا بالمعايير السلوكيّة التي تحفظ للفرد احترامه،واستقلاله كما أراد لها الإسلام وحث عليها وهذا لعمري هو القاصم لظهر المجتمعات الإسلاميّة. إذا كان الحدّ من التصوير في الأماكن العامة هدفه حماية الخصوصيّة ودرء مفاسد الفوضى الاجتماعيّة التي قد ينشأ عنها انفكاك الروابط الإنسانيّة ..ففي هذا الحل غلق لآفاق التفكير،ومد التخلّف بالأسباب التي تُذكّيه وتقوّيه ،وفيه برهان واضح على تقاعسنا عن فهم تخلّفنا في التعاطي مع مستجدات الحياة في كل جوانبها حتى الترفيهيّة. الحل للحد من أزمة الوعي الاعتراف أولًا بوجود الأزمة وضرورة تغيير طريقة تعاطينا معها ومع أفرادها.ثانيًا:القيام بدورٍ توعوي،ثم تربويٍ.وأخيرًا القيام بدورٍ رقابي. إن الصور التي تُلتقط في الأماكن العامة وتُعرض لأسبابٍ شتى على المجتمع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ،ويتحرك من أجلها الرأي العام تعطينا صورة حقيقية لا مجاملة فيها عن مفهومنا للحريّة،ويتضح من خلالها رأي المجتمع في السلوكيات التي يُقدم عليها أفراده،ومدى قبول المجتمع لهذه السلوكيّات أو نبذها..وهذه نقطة إيجابيّة تُساهم في رفع درجة الوعي للمتلقي . إذن مشكلتنا ليست مع وسائل التقنيّة ،وابداء الناس لآرائهم فيما يجول حولهم،المشكلة أن القيم الإنسانيّة والأخلاقيّةللبعض للأسف آيلة للسقوط. @N_alsalmi