الخصوصية مصطلح أصبح ملازماً لكل شيء فلا يخلو حديث أو نقاش إلا ويتم إسقاط لفظ الخصوصية عليه , فكل شيء خصوصي وبالتالي هنالك أزمة في المصطلحات فالبعض ينظر لمصطلح الخصوصية كمصطلح انغلاق وتقوقع والبعض يراه مصطلح مضاد للتغيير والبعض يراه أفقي وذو نظرة شرعية وتلك الآراء تعود لثقافة الشخص ومدى وعيه وفهمه للواقع الذي يعيش فيه وجميعها تقف على مسافة متساوية فبينها قواسم مشتركة لا يمكن إغفالها أو تجاوزها. ذلك المصطلح مٌيعت بسببه قضايا كثيرة فالمجتمع لم يعد يحتمل تأطير الأشياء بأطر تحد من حركته وتقف عائقاً أمام رغباته المختلفة التي هي حق أصيل لا مساومة فيه وبالتالي لابد من إعادة النظر في ذلك المصطلح وفتح حوار جاد لنصل لنقطة مشتركة , كل من يستخدم لفظ خصوصية يقصد في الغالب الخصوصية المكانية والثقافية التي ننفرد بها لكن تلك الخصوصية لا تعني التخلف والتقوقع والانكفاء بل تعني المحافظة على المكتسبات والعادات والتطلع لغد مشرق والعمل لخلق حضارة وبناء وطن شامخ. مع اختلاف الآراء وتعدد الأفكار أصبح لازماً على المثقفين والدعاة وأهل الرأي الجلوس على طاولة الحوار لبحث مفهوم الخصوصية ومدى إمكانية تجاوز العوائق التي اختلقها البعض فنقاط الاتفاق كثيرة , ولم يعد بالإمكان التحدث عن الخصوصية وتفسيرها تفاسير متعددة غير مقنعة للبعض , الخصوصية تختلف عن اللصوصية وإذا لم يجلس الجميع ويٌناقشون ذلك فسوف يتحول لفظ الخصوصية للفظ لصوصية وسيستخدمه البعض في تنفيذ أجنداته. المتابع للشأن المحلي يلاحظ ظواهر غريبة ولعل أهمها أزمة المصطلحات التي لم تٌسهم الثورة الإعلامية الحديثة في تغيير معانيها العالقة بأذهان أفراد المجتمع فهم لم يدركوا أن تلك المعاني والتفسيرات مكذوبة في الغالب وليست بحقيقية..... اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى......