يشتكي الطلاب منذ بداية العام الدراسي من قلة الاهتمام بنظافة المدارس الحكومية، ونقص دورات المياه وبرادات مياه الشرب، ففي أول اليوم الدراسي يجدون الفصول ممتلئة بالغبار، كما يجدون تكييفات الهواء لا تعمل بشكل جيد، الأمر الذي يجعلهم يقومون بتنفيذ أعمال النظافة وربما الصيانة، وبالتالي يؤثر على تركيزهم في الفصول ويربك اليوم الدراسي ويعرض الطلاب للضرر، والأخطر أنه في بعض الأحيان تستعين بهم المدارس في سد نقص العمالة المخصصة مما يضطرهم للقيام بأعمال النظافة بأنفسهم. كما اشتكى الطلاب من أن ترميم المباني ضعيف جداً أيضاً، فلا يوجد طلاء جديد لحيطان المدارس ولم يقوموا بإصلاح بعض الأبواب المنهكة. ويتسبب سوء النظافة في وجود بيئة تعليمية سيئة وغير صحية، مما يترتب عليه زيادة تفاقم الأمراض وانتشارها بسهولة، كما يؤثر سلباً على بعض الذين يعانون من أمراض الصدر كضيق التنفس والالتهابات المزمنة، وذلك في ظل تطاير الغبار، أو التعرض للبلل خاصة مع قدوم فصل الشتاء. وعموماً تعاني أغلب مدارس التعليم العام بشدة من نقص أعداد العمال، لدرجة أن بعضها لا يتوفر فيها إلا مستخدم واحد على الرغم من كبر حجم المدرسة وكثافتها الاستيعابية للطلاب، الأمر الذي يجبر مديري المدارس على استئجار عمال بشكل يومي للقيام بأعمال النظافة وتخصيص مبلغ معين من المال من خلال الدعم المباشر الذي يصرف تحت مسمى بند النظافة والصيانة من وزارة التربية والتعليم بشكل سنوي؛ لأن توجيهات التربية والتعليم لا تسمح بحدوث مثل هذه الانتهاكات، فالطالب يذهب للمدرسة للدراسة والتحصيل العلمي وليس للقيام بأعمال النظافة. وقد تم اقتراح أكثر من حل لهذه المشكلة مثل تطبيق نظام التشغيل الذاتي والمراجعة المالية على المدارس، بحيث يتم تخصيص ميزانية تشغيل وصيانة لكل مدرسة بناءً على حجمها، وعدد الطلاب، والمدينة التي تقع فيها، وتكلفة الأيدي العاملة فيها، أو إنشاء شركات نظافة خاصة بالمدارس في المملكة لمواجهة النقص الحاد في أعداد المستخدمين، أو أن يتم تعيين أعداد كافية منهم وتوزيعها على المدارس التي تفتقر لهم، أيضاً تم اقتراح جلب عاملات من جنسيات مختلفة لعمل النظافة في مدارس تعليم البنات وتوجيه نظافة مدارس البنين لشركات تحت إشراف الرجال. وقد شدد المشرفون التربويون على منع تشغيل الطلاب في أعمال النظافة على الإطلاق، هذا بالإضافة إلى أن وزارة التربية والتعليم تصدر كل عام تعميماً حول عدم استخدامهم في مثل هذه الأعمال، إلا من باب المشاركة العامة أو العمل التطوعي داخل المدرسة كجمع الأوراق من الفناء لتعليمهم كيفية الاعتماد على أنفسهم، أو كيفية العمل بروح الفريق وتعليمهم النظافة أيضاً.