مندهش تمامًا من وقوع الغالبية الغالبة من الناس في هذا الخلق الذميم ما هي الشماته ؟ الشماته: هي الفرح بمصيبة الغير, و"الشماتة" ليست من أخلاق الإسلام، وهو خلق لا يليق بمسلم أبدًا تجاه أخيه المسلم بل هو من صفات الأعداء الذين حذر الله تعالى منهم، ووصفهم بقوله في سورة آل عمران: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌيَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط) وكان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من شماتة الأعداء، فكان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه " اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء ، ومن جهد البلاء ، ومن شماتة الأعداء " , وقال الله -عز وجل- حاكياً عن هارون -عليه السلام- وهو يخاطب أخيه موسى –عليه السلام- : فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين وقيل لأيوب عليه السلام : أي شيء من بلائك كان أشد عليك? قال: شماتة الأعداء، تخيل "أيوب" الذي ابتلى ابتلاءًا شديدًا ثمانية عشر عامًا، أكثر شيء آلمه هو شماتة الأعداء به, يقول عبد الله بن أبي عيينة : في شعره كلُّ المصائب قد تَمُرُّ على الفتى ..... فتهونُ غير شماتةِ الحُسَّادِ وقد نهي الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن اظهار الشماته، روى الترمذي وغيره عن واثلة بن الأسقع –رضى الله عنه- أنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك" أيضا روى الترمذي في سننه عن معاذ بن جبل –رضى الله عنه- أنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "من عير أخاه بذنب، لم يمت حتى يعمله" قال أحد العباد: عبت شخصا قد ذهب بعض أسنانه فذهبت أسناني، وقال ابن سيرين "عيرت رجلًا بالإفلاس فأفلست" ومثل ذلك كثير من صفحة " Jeddah's Heart قلب جدة"