يطغى على بعض الجماهير الرياضية الشماتة والتشفي من الآخر ، وتصدر عبارات ومواقف بين بعض المشجعين مما يزيد الاحتقان بينهم ، وتنتقل هذه العدوى أحيانا إلى أعمدة الكتاب في الصحف عند تفوق الفريق الذي يشجعه على منافسه ، وهذا في الحقيقة يعتبر من الشماتة التي نهى عنها الشرع المطهر ، فالتنافس يجب أن لا يصل إلى هذه الشماتة التي تسبب التوتر لمنافسك وتتعب نفسيته ، وليكن شعار المشجع الرياضي تواضع عند الفوز وابتسم عند الهزيمة مما يعزز قوة الأخوة والمحبة بين المسلمين ، لاسيما أن الشماتة من الآخرين تعتبر من أخطر أمراض المجتمع فهي بريد الحقد والحسد وقلما ينسى المشجع الآخر من يشمت فيه في وقت هو في أمس الحاجة لمن يوضح له أن الرياضة ليست هي الهدف الأكبر في حياته وأنها مجرد هواية ومتابعة فيما لا يخالف ديننا القويم ، قد لا تتمنى فوز الفريق هذا أو ذاك هذا من حقك لكن لا تظهر الشماتة على من يشاركك حب الكرة في تشجيع ناد آخر حتى لا تسبب له الأذى وأنت لا تشعر لأنه يوجد للأسف بعض المشجعين تتحول حياتهم إلى ألم وحسرة بل ويقاطع الآخرين بسبب هذا التنابز والشماتة بين بعض الرياضيين ، و ينبغي لمن يكون حاله كذلك أن يحاول تغيير هذا السلوك لأنه ينتمي لهذا الدين العظيم الذي هو الهم الأساسي في حياتنا . ونحن نعلم جميعا أن الشماتة ليست خاصة بالرياضة بل هي في أمور الحياة كلها ، وهي دليل على قسوة القلوب وعلى أنها خالية من الرّحمة ، لأنه دائما الفعل السيئ يبقى أثره في النفوس وديننا حذرنا منها ، والشماتة كما يراها الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : السرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدين والدنيا ولذلك كان رسول الله دائما يتعوذ فيما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء ، و يروى الإمام الترمذي في سننه عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم:»لا تظهر الشّماتة لأخيك فيرحمه اللّه ويبتليك».. وللإمام الترمذي عن معاذ بن جبل - رضي اللّه عنه - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:»من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتّى يعمله». لذا فإن الشماتة من الخصال غير النبيلة التي قد يكون وبالها بالنسبة للرياضي على الفريق الذي يشجعه وهذا ينعكس أثره عليه ، لكن لا يمنع أن يكون النقاش بعيدا عن التهكم والشماتة بالمشجع الآخر فالدنيا يومان يوم لك ويوم عليك. [email protected]