ذهب الابن مع والده الى السوق المركزي وشاهد المعروضات المختلفة من مأكولات ومشروبات وادوات منزلية وألعاب وكماليات مختلفة وشاهد بعض الناس يملؤون عرباتهم بما يحتاجون وما لا يحتاجون حتى تملأ العربة عن آخرها فقال الابن يا والدي اني ارغب في شراء كل شيء يعجبني واخذه الى المنزل مثلا هؤلاء الناس، فقال الوالد لابنه يا بني لابد ان تكون قنوعا فكر الابن وقال يا الدي اذا علمني كيف اكون قنوعا، فقال الوالد لابنه القناعة هي الرضا بما اعطى الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن. قال تعالى في كتابه العزيز:"من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" النحل 97. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من اصبح وامسى آمنا في سرية، معافى في بدنه، وعنده قوت يومه، كان كمن حيزت له الدنيا بحذافيرها".يعني من جمع الله له بين عافية بدنه ، وامن قلبه، وكفاف عيشه بقوة يومه وسلامة اهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها فينبغي ان يستقبل ذلك بالشكر الدائم لرب العزة والجلال. وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه:الرزق رزقان : فرزق تطلبه، ورزق يطلبك، فان لم تأته اتاك. وقال عبدالله بن عباس رضي الله عنه:القناعة مال لا نفاذ له. وقال سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه لابنه: يا بني اذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فانها مال لا ينفذ، واياك والطمع فانه فقر حاضر وعليك باليأس فانك لم تيأس من شيء قط الا اغناك الله عنه. وكلما انفتح عليه من الدنيا شيء اذدادت نفوسهم تعبا وان من فوائد القناعة سبب لنيل محبة الله، وتجعل الانسان يعيش حياة هنية، وسبيل لراحة النفس، البعد عن الهموم ووقاية من الغيبه والنميمه والحسد وسبب البركة وطريق موصل الى الجنة ونذكرهم دائما بقول الله عز وجل (ان الابرار لفي نعيم) انفطار 13، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.