لكل إنسان زلة لسان قد تضعه في موقف محرج مع الآخرين، وذلك بسبب الكلمات التي تخرج منا دون أن ندري وتجرح الشخص الآخر، بل أحيانا لا ننتبه إلى ما أطلقناه من كلمات إلا بعد أن تكون فد تسببت لنا في مشاكل كثيرة مع الآخرين. وقديما قالوا إن "الكلمة كالرصاصة متى انطلقت لا تعود"، فإذا انطلقت فلا مجال أبدا لاستعادتها أو منعها من جرح الآخرين أو قتلهم، ولا مجال لمنع ما حدث وإعادته للوراء كأن لم يكن. لذلك فإن الحل الوحيد هو محاولة السيطرة على الموقف وتقليل الخسائر التي حدثت قدر الإمكان، فأولا يجب عليك الاعتذار عن زلة اللسان التي وقعت فيها، والأفضل إذا كنت تجلس في مجموعة أن توجه اعتذارك للجميع وليس لشخص محدد بعينه، ثم عليك أن تقوم بشرح موقفك وتقديم التفسير المقنع لما قلته وفكر في تفسير مناسب يساعدك على الخروج من الأزمة، أو يمكنك تفسير القول أن ما حدث كله لم يكن سوى مزحة ثقيلة أو مقلب ساخن أردت أن تقوم به. ومن الأفضل بعد ذلك الانفراد لدقائق بالشخص الذي تحدثت في حقه، وكرر الاعتذار له بشكل شخصي، كما يجب أن تؤكد له أنك لم تتعمد أبدا جرح مشاعره أو مضايقته، وبادر في أقرب فرصة بهدية بسيطة له تعبيرا عن اعتذارك. أما آخر خطوة فهي أهم خطوة، فبعد أن ينتهي الموقف بسلام، يجب أن تتعلم درسا مهما مما حدث، وتدرب نفسك على عدم قول أي شيء دون التفكير فيه واستيعابه أولا، كما يجب أيضا أن تبتعد عن النميمة والغيبة والحديث بالسوء عن الآخرين في وجودهم أو غيابهم. ويجب أن تعلم أن الإنسان اللبق الذي لا يتحدث عن أحد بالسوء يبقى محبوبا جدا بين أصدقائه وكل من يعرفه ولا يقع في هفوات زلات اللسان فلا يضطر إلى أن يعتذر كثيرا ويبقى محافظا على شكله وقيمته بين الناس.