قال نشطاء يوم الخميس إن تصاعد الاشتباكات في اليومين الاخيرين في شمال شرق سوريا أدى الى مقتل عشرات من مقاتلي المعارضة والمقاتلين الاكراد وهو ما يبرز الصراع في المنطقة المنتجة للنفط على الارض والموارد. ويسيطر المقاتلون من الأقلية الكردية - زهاء عشرة في المئة من بين 23 مليون نسمة في سوريا - على رقعة يتمتعون فيها بقدر متزايد من الاستقلال قرب الحدود مع العراق وتركيا. وتكررت الاشتباكات بين المقاتلين من اكراد سوريا وخصوصا الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي وبين مقاتلي المعارضة الذين تقودهم في المنطقة وحدات مرتبطة بالقاعدة مع تراجع القوات الحكومية على مدى السنة الاخيرة. ويبرز القتال مدى التعقيد المتزايد للصراع في سوريا بسبب الانقسامات العرقية والطائفية وصعود دور وحدات الاسلاميين المتشددين التي باتت تهيمن في الميدان على حركة المعارضة وهي أمور جعلت الغرب بما في ذلك الولاياتالمتحدة أكثر تردداً في التدخل المباشر في الحرب الاهلية. وحمل الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الجماعات المرتبطة بالقاعدة المسؤولية عن العنف الاخير قائلا إن مقاتلين من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام هاجموا عدة قرى كردية في محافظة الحسكة. واضاف ان المدفعية الثقيلة والدبابات استخدمت في القتال. وتتباين تقديرات عدد القتلى. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مقرها بريطانيا وتراقب الوضع في الداخل ان ما لا يقل عن 35 من مقاتلي المعارضة و13 مقاتلا كرديا لاقوا حتفهم على مدى اليومين الاخيرين. ويتهم مقاتلو المعارضة معارضيهم الاكراد بالتعاون مع القوات الحكومية لتأمين استقلال منطقتهم لكن نشطاء يقولون ان الصراع على الموارد والارض كان عاملا أكبر في الاشتباكات الاخيرة. وقال منتظر احمد وهو ناشط كردي فى مدينة القامشلي على الحدود التركية ان الاسلاميين يهاجمون سعيا للسيطرة على حقول النفط ومعبر حدودي يسيطر عليه الاكراد. وقال "هذه ليست مسألة سياسية. هناك خلافات حتى بين وحدات مقاتلي المعارضة حول النفط" مضيفا ان سبعة مقاتلين اكراد وأربعة مقاتلين وقائدا من كتائب الاسلاميين لاقوا حتفهم في اشتباكات قرب القامشلي.