في إطار الحديث حول حسابات الحرب والدبلوماسية في القضية السورية، أشار الكاتب والباحث السياسي، خليل جهشان، إلى أن التردد هو جزء من شخصية أوباما وأنه يحاول دراسة الأمور قبل اتخاذ القرار ومن هنا اتهم بالتردد في مجال السياسة الخارجية، موضحاً أن الواقع مربك لكن أوباما ليس بشخص عادي فهناك معلومات دقيقة وتفاصيل واستنتاجات ودراسات تسهل اتخاذ القرار بالنسبة له، خاصة وأنه نفسه غير مقتنع بالتدخل العسكري الأمريكي هناك. كما لفت إلى أن المبادرة الروسية خلطت أوراق أوباما وشتته وزادت من تعقيد الأمور وفي نفس الوقت هذه المبادرة كانت بمثابة طوق نجاة له من غرق مؤكد في المستنقع السوري. وأضاف أن أوباما والإدارة الأمريكية لا تعول على مجلس الأمن لأن روسيا والصين وقفتا ضدها على مدار السنتين لكن مجلس الأمن اليوم يختلف عن الأمس وأن الطرف الروسي اليوم موقفه مختلف لأن لديه مبادرة وعليه ألا يفقد مصداقيته. وذكر - في حديث أدلى به لبرنامج المساء على قناة sky news - أن الحل السياسي من الممكن أن يأتي بعد تلك المبادرة ووقتها يمكن لمجلس الأمن حل الأزمة السورية الكبرى وليس فقط استخدام الكيماوي. وأضاف أن أوباما لم يرغب في أن يواجه نفس الأزمة التي واجهها رئيس الحكومة البريطانية، مبيناً أن هناك شريحة واسعة من العالم العربي تريد للولايات المتحدة أن تقوم بتنظيف المنطقة نيابة عنها وأنه على الولاياتالمتحدة عوامل داخلية تتناقض مع المطالب العربية في التدخل السوري، وأشار إلى أن أوباما تعلم من درس العراق حين قال إن إزالة هذا الدكتاتور قد يخدم مصلحة الولاياتالمتحدة الآنية إلا أنه في المستقبل لا يحقق مصالحها. أما الكاتب والباحث السياسي زهير الحارثي، فقد رأى أن إشكالية الرئيس الأمريكي أنه رسخ مفهوم جديد للسياسة الخارجية الأمريكية وهي الارتباك والتناقض، موضحاً أن موقف أوباما في السنوات الماضية مربك وغير مفهوم مثل موقفه من الثورة المصرية الأولى والثانية. وأشار إلى أنه يرى أن هناك رغبة من جهة الولاياتالمتحدة في ردع النظام السوري لكنهم لا يرغبون في الضربة العسكرية وأن مجرد التهديد بالضربة قد يؤدى لفتح باب المفاوضات في جنيف 2.