سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المبادرة الروسية المخرج الذي حفظ ماء وجه أوباما.. ومؤشرات الضربة العسكرية تتراجع زمنياً مراقبون للمشهد السوري ل«الرياض»: سيناريو العراق سيعود مجدداً رغم المناورات السياسية
بعد تسارع وتيرة التحركات في الأيام الثلاثة الماضية في الملف السوري مع جهود الدبلوماسية الروسية لتجنيب حليفتها دمشق خطر الضربة العسكرية باتت مؤشرات تفادي دمشق الهجوم الغربي أكثر حظا بعد أن قبلت واشنطن بمبادرة الدب الروسي الذي نجح بامتياز في سياساته التكتيكية لإخراج الأسد من مأزقه والذي تخلى أخيرا عن عناده ليوافق سريعا على الفكرة الروسية. المراقبون للمشهد السوري يؤكدون بأن مؤشرات التدخل العسكري بدأت في التراجع خصوصا بعد قبول أوباما للمبادرة الروسية وهو المتردد في خطواته وسياساته معتبرا ذلك طوق النجاة لينقذه من الاحراج أمام الرأي العام العالمي الذي يطالبه باتخاذ موقف حاسم في هذه الأزمة فيما الطرف الآخر استغل ذلك بجدارة ليقدم الحل الناجع الذي يميل إليه أوباما وهذا ما أكده عدد من المحللين السياسيين ل"الرياض"فيما ذهب طرف آخر بأن تردد واشنطن سيتلاشى بعد أن تتطور الأحداث على الأرض كاشفين بأن سيناريو العراق سيعود مجددا بتدخل لجان التقصي عن الأسلحة الكيميائية والتي لن يسمح لها نظام الأسد بالعمل بالشكل المطلوب حتى لا ينكشف ما تحت الغطاء. يرى الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن مؤشرات الضربة العسكرية تراجعت نظرا لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان منذ إعلانه عن التدخل العكسري في سورية يبحث عن مخرج مبينا أن أوباما قرر الضربة لحفظ ماء وجهه بعد أن تجاوز الأسد كل الخطوط الحمراء التي حددها الرئيس الأمريكي فلم يكن أمامه إلا أن يخرج أمام العالم ليؤكد بأنه رئيس قوي وأنه على استعداد لتوجيه ضربة عسكرية لسورية بعد تجاوزاتها التي أثارت الرأي العام في كثير من دول العالم. وأوضح نافعة أن أوباما اكتشف بعد ذلك أن الأمر ليس بهذه السهولة ليتعلل بتغطية من الكونغرس وعندما رفض مجلس العموم البريطاني هذه الضربة شعر الرئيس الأمريكي أنه سيواجه حرجا من الكونغرس الذي قد يرفض التصويت لذلك جاءت فكرة المبادرة الروسية وكأنها مساهمة لحفظ ماء وجه أوباما واعطائه فرصة أكبر للبحث عن تسوية سلمية. وأشار أستاذ العلوم السياسية أن احتمالية توجية ضربة لنظام بشار تراجعت من الناحية الزمنية مضيفا بأنه خلال الأيام القادمة ستمنح فرصة لبحث مدى نجاح تطبيق مبادرة الروس لكن بات من المؤكد أن أوباما يدرك بأن لا حل عسكريا وأن عليه الذهاب إلى طاولة المفاوضات. وأفاد نافعة أن المبادرة الروسية ماتزال غامضة ومعرفة تفاصيلها أمر مهم وهذا ما سيبحثه وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي مع وزير الخارجية السوري مشددا بأنه إذا كانت واشنطن جادة في البحث عن تسوية سياسية فأمامها الان فرصة أما إذا كانت القضية معاقبة نظام الأسد أو اضعافه فهذا تفكير غير واقعي. فيما يخالف المحلل السياسي الفلسطيني سميح شبيب هذا الرأي معتقدا بأن الضربة العسكرية لا تزال قائمة وأن التحالف الدولي بدأ يتحد أكثر مؤكدا على أن هنالك نوعا من الغطاء الدولي لضربة عسكرية على الأسد وجهود أوباما في السعي إلى إقامة تحالف دولي لا يزال العمل بها قائما مضيفا بأن التردد الأمريكي لن يكون سلبيا للسوريين لأن التطور الميداني سيرغم أمريكا على حسم ترددها والشروع في ضربة عسكرية قد لا تكون في الأسابيع القادمة. وأوضح سميح شبيب أن المناورة الروسية التي قبلتها الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تجد لها طريقا في التنفيذ على الأراضي السورية كاشفا بأن سيناريو العراق سيعاد من جديد حيث ستصل اللجان إلى دمشق للبحث عن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنظام سيقوم بعرقلة الجهود حتى لا ينكشف ما وراء الستار. وأفاد المحلل السياسي الفلسطيني بأن الملاحظ على التحركات في الأيام الثلاثة الماضية تؤكد بأن الضربة العسكرية أصبحت أكثر عمقا مما سبق مشيرا بأن سلاح بشار غير الكيميائي أيضا يقتل الشعب السوري وهناك نوع من الموقف السوري في الداخل يقول بأن جنيف 2 لن تحمل تغييرا في طبيعة النظام مبينا بأن بشار سيستمر في حربه لتهور سياساته وسيحاول كسب الوقت والأمور تسير إلى سيناريو عراقي آخر.