أكد الخبراء والمحللون في لبنان أن تراخي المجتمع الدولي في معاقبة نظام بشار الأسد على جرائمه الوحشية سببه التردد في السياسة الخارجية الأمريكية وعدم الوضوح في الرؤى عند إدارة الرئيس باراك أوباما، مؤكدين أن ما حصل ما هو إلا مبادرة روسية لكسب مزيد من الوقت بانتظار مخرج ينقذ بشار الأسد. المحلل الاستراتيجي حسن شلحة رئيس مركز بيروت للإعلام قال ل «عكاظ»: «لا يمكننا القول إن هناك تراجعا بالموقف الأمريكي أمام المبادرة الروسية بخاصة أن كل المؤشرات وكل التصريحات التي سبقت ورافقت المبادرة وخاصة ما جاء على لسان وزير الخارجية الروسي سرغيه لافروف أن هذه المبادرة ليست أفكارا روسية بحتة بل هي جاءت بناء على مشاورات أجراها مع نظيره الأمريكي جون كيري وبالتالي هذه المبادرة إنما جاءت لتنقذ اثنين، أولا لتنقذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتردد والخائف من الدخول بضربة عسكرية، ولتنقذ نظام بشار الأسد من هذه الضربة». ويضيف شلحة ل «عكاظ»: «لكن السؤال المطروح هنا هو هل تحقق الهدف من هذه المبادرة؟ مما لا شك فيه أن النظام كسب بعضا من الوقت لكن هذا النظام ووفقا لكل التجارب السابقة لن يستطيع الالتزام بأي تعهد بل هو يقبل بالمبادرة مع خطة لإجهاضها مباشرة والشواهد السابقة كثيرة. من هنا فإن المكسب الوحيد من هذه المبادرة هو كسب مزيد من الوقت، إن بالنسبة للرئيس أوباما حتى يتمكن من حشد مزيد من المؤيدين للضربة أو بالنسبة لبشار الأسد الذي كسب القليل من الأيام والأسابيع ربما لتجنب ضربة عسكرية». وختم شلحة ل «عكاظ»: «كل المهل ستسقط وكل المبادرات ستسقط لا لشيء، فقط لأن بشار الأسد ونظامه غير قادرين على التفاعل مع أية مبادرة لأنهم غير قادرين على تقديم أي تنازل جوهري وكما هو معروف أن التسويات تقوم على التنازلات المقابلة. من جهته المحلل السياسي الدكتور انطوان متى قال ل «عكاظ»: «إن الموقف الأمريكي بات موقفا مضحكا كوميديا لإدارة لا تعرف ما تريد ولا تجيد القيام بما تريد. إن أسلوب التعاطي مع هذه الأزمة من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما يمكن أن نصفه بالأسلوب المراهق في السياسة الدولية ومن هنا فإن الروسي قد قرأ مكامن الضعف في الإدارة الأمريكية جيدا وعرف كيف يطلق مبادرة في الساعات الأخيرة، هذه المبادرة أولى نتائجها أن الجميع مرتبك وأن الجميع بات مترددا تجاه الضربة العسكرية». ويضيف الدكتور متى ل «عكاظ»: «ما يجب التساؤل حوله، هو أن هذه المبادرة هي مدخل للحل أم أنها مسكن مؤقت للآلام؟ كل الدلائل تؤكد أنها مسكن مؤقت للآلام، بداية لأن المجتمع الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمتلك رؤية للحل في سوريا وثانيا لأن النظام السوري لا يمتلك رغبة ولا قدرة على إجراء تسوية عادلة لحل هذه الأزمة وبالتالي نحن أمام مراوحة لأسابيع لننتقل بعدها إلى مرحلة جديدة أرجو ألا تكون عبر مأساة جديدة كما حصل في الغوطة الشرقية عندما استعمل السلاح الكيماوي».