استعاد شيخ المائدة الرمضانية ( الفول ) بريقه هذه الايام مع دخول الشهر الفضيل فاذا شاهدت ازدحاما كثيفا في احد شوارع مكةالمكرمة قبيل اذان المغرب بساعة فلا تستغرب هذا الامر فأعلم جيدا ان وراء هذا الزحام المروري ( جرة فول ) فتجد المكيون يأتون بالأواني من المنزل أو كما يسمونها ب( الزبدية أو الطاسة ) حيث تعتبر وجبة الفول على مائدة الإفطار من الأكلات الشعبية المنتشرة منذ زمن طويل في البيوت المكية فيما أصبح الفول اليوم يقدم بطرق عصرية من خلال إضافة النكهات والسلطات الحارة وسلطة الطحينة فلا يحلو الإفطار للصائمين بمكةالمكرمة إلا بوجود طبق الفول مع السمن البلدي أو الزيت الصافي مما يجعله يحتل المرتبة الأولى بين الوجبات المكية والأطباق الرئيسية على مائدة الإفطار في الشهر الكريم مما يجعل طبق الفول يستعيد نجوميته في هذه الأيام بعد أن يفقدها في أغلب أيام السنة مما يجعل محلات بيع الفول تلقى رواجاً كبيراً وزحاماً شديداً وما يزيد الأمر غرابة هو إقبال المواطنين على شراء الفول في اللحظات الأخيرة قبيل اذان المغرب. يوضح عبدالعليم ( فوال ) أن الفول من الوجبات الشعبية التي يقبل علليها سكان مكةالمكرمة في مثل هذه الايام الفاضلة إنه يتم يومياً طهو أكثر من 300 كيلو من الفول على النار لمدة تتراوح بين 10 و12 ساعة وعلى عدة جرات تحمل كل منها نحو 150 كيلوجراما من الفول مشيرا إلى أن الفول شهد تغيرات كثيرة على مدى العقود الماضية مما جعل للفول أنواعا كثيرة حيث جاءت بحسب مكوناتها والإضافات التي يتم إدخالها على صحن الفول، فهناك فول القلابة وفول مشكل وفول بالبيض مضيفا ان الزحام على محلات بيع الفول امرا اعتدنا عليه في كل رمضان حيث يحرص المكيون و الزوار و المعتمرين على تواجده في سفرة الافطار. و يفيد فهد القرني أن وجبة الفول أو كما يسميه البعض ( شيخ المائدة الرمضانية ) لابد أن تتواجد في السفرة الرمضانية حيث أن طبق الفول ضروري على مائدة الإفطار وذلك لما يحتويه من بروتينات غنية تفيد الصائم عند فطره بالإضافة إلى كونه أحد العادات القديمة التي اشتهر بها أهالي مكةالمكرمة فالطبق الفول مذاق خاص إذا قدم ساخناً مع نوع خاص من الخبز وهو ( التميس ) أو خبز ( الشريك ) مشيرا الى ان الاختناقات المرورية التي امام محلات بيع الفول او افران التميس تعود إلى توافد الزبائن قبل الفطور بأقل من ساعة بل قبله بدقائق قليلة لضمان أن يأخذ وجبته حارة وجاهزة للتناول مباشرة.