دخلت المرحلة الثالثة من مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به حيز الوجود ليستفيد منها حجاج بيت الله الحرام لهذا العام 1429 ه وهو ما يمثل إحدى العلامات البارزة في موسم الحج منذ عام 1427 ه. ويعد المشروع الذي بلغت تكلفته أربعة مليارات ريال نقلة حضارية وهندسية نوعية توفر أهدافا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدد المداخل وتباعدها مما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق. ويجسد مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به الرعاية والاهتمام اللذين توليهما حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله - لحجاج بيت الله الحرام وتوفير أقصى وسائل الراحة والأمان والاستقرار بما يمكنهم من أداء مناسكهم في أيسر السبل وأفضلها وبما يحفظ لهم سلامتهم. وينفذ المشروع الذي كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد دشن المرحلة الأولى منه في التاسع من شهر ذي الحجة 1427 ه على أربع مراحل تضمنت المرحلة الأولى منها إزالة الجسر القديم والحفريات اللازمة لأساسات الجسر الجديد التي اقتضت حفريات بالصخور لكمية تزيد على 700 ألف متر مكعب إضافة إلى إقامة بدروم والطابقين الأرضي والأول. وقد وضعت تصاميم المشروع الذي يبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا ويتكون من أربعة أدوار من قبل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ووزارة الشؤون البلدية والقروية ، فيما قامت جهات أخرى بإجراء بعض الدراسات على الجسر ومنها الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.