تصوير – خالد الرشيد : على مدى التاريخ تظل هذه المدينة لها شذاها وسطوتها على احداثه. فما ان يحزم الراغب للسفر اليها حقائبه الا ويتلبسه ذلك الشعور الغامر لنفسه وتراه في حالة – وجد – لا يعرف ما هو سببه او المحرض له كل الذي يعنيه انه سوف يذهب الى بلد – الحبيب – لينهل من هناك رضاب الرحمة ويغرف من ينابيع السكون والراحة لنفسه: هكذا في كل مرة انوي الذهاب الى هناك. هذه المرة اصطحبت معي – كاميرا – لعلها تسجل بعض الذكريات عن تلك المواقع التي ملأت نفوسنا فكان ان ذهبت الى – احد – ذلك الموقع التاريخي المؤثر على نفسي وعلى نفس كل مسلم مؤمن وهو يستحضر تلك الاحداث لتلك الموقعة التاريخية – فهذا جبل الرماة الذي تحول الى "تل" مرتفع عن الارض لعوامل التعرية على ما يبدو وهذه الطرقات حول "قبر" عم الرسول صلوات الله عليه اعطت المكان شيئاً من التنظيم.. لكن الملفت للنظر هذه البيوت التي في سفح الجبل التي تكاد تغطيه في عشوائية عمرانية مقيتة. لكن اللافت ايضا على الجانب الآخر من هذا الجبل الذي نحبه ويحبنا هذه الشلالات من المياه المنحدرة من بعض اجزائه لتعطي الناظر بهجة نهاراً وشيئاً من البعد الحسي ليلاً. تأخذني خطواتي الى منطقة العنبرية اواجه هناك ذلك المبنى العتيد – محطة القطار – والذي يطلق عليه اهلنا في المدينةالمنورة "الاستصيون" ذلك المبنى الجميل بجانبه ذلك المسجد الذي نطلق عليه مسجد العنبرية الذي انشئ مع انشاء المحطة. كانت صور حركات الناس داخل اروقة المحطة تتكاثف في داخلي فهذه عربات القطار تصطف في هدوء .. وهؤلاء – الراحلون – القادمون من دمشق.. واخرون من عمان – ونفر من تبوك والعلا أكاد أشعر بأنفاسهم وهم يتلاصقون مع بعضهم البعض هذه المدن التي يمر بها هذا القطار في حركة ذاهبة آتية كانت تعيش حياتها. وما تشكله من عنصر حياة في هذه المنطقة. ياه – تنبهت على صوت يأتي من داخل المسجد "الله اكبر" دلفت الى المسجد كأنني عدت القهقرى من حوالي مئة عام.واذا الصور غير الصور وحركة الناس اصبحت اكثر اخفاتا انه عصر آخر. أخذتني خطواتي الى داخل – المدينة – كانت اسراب الحمام الذي كاد يختفي من جوار الحرم بعد ان تم تهجيره من داخل حصوات المسجد النبوي الشريف، كانت اسراب الحمام في الجهة الجنوبية من "الحرم" هذه المرة لفت نظري أولئك النسوة من الجنسية الافريقية وهن يضعن امامهن اكياس "الحب" لبيعه على من يريد "نثره" للحمام.انها صورة مكرر او متكررة من الماضي القريب. تساءلت أين تلك الاماكن التي كانت منتشرة حول المسجد النبوي الشريف اين بائعو الفول. بل اين بائعو ذلك اللبن والقشطة البلدي التي كان يتناولها الزائر عند خروجه بعد صلاة الفجر من المسجد النبوي الشريف . بل اين بائعو "المطبق"؟.لقد بحثت عنها كما تعودت فلم اجدها لقد اندثرت من ماضينا انها احدى مظاهر الحياة التي كانت. تساءلت لماذا لا توجد اماكن لأصحابها بجوار الحرم : انه السؤال الذي يبحث عن اجابة.