أكد "محمد الفاتح الناصيرى" - سفير الجامعة العربية ب"أنقرة" - أن القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية في الوقت الحالي، قد تغيرت كثيراً عن الرتابة والتكرار الشديد الذي كان موجوداً في القمم السابقة، والتي لم تخرج بأي نتائج إيجابية على الصعيد السياسي العربي، مشيراً إلى أن التغيير الحادث في الجامعة العربية في الوقت الحالي - بدأ مع قيام ثورات الربيع العربي، والتي قامت بتغيير السياسات الخارجية لكل الدول العربية. وبين - خلال حواره مع برنامج باريس مباشر المذاع على قناة فرنسا24 - تزعم القضية السورية القضايا التي تناقشها الجامعة في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن إهمال معظم الاجتماعات الأخيرة للقمة القضية الفلسطينية - ليس لعدم أهميتها، ولكن بسبب التغيرات الكثيرة التي شهدتها المنطقة العربية، وخصوصاً ثورات الربيع العربي. وأوضح أن حصول المعارضة السورية على مقعد "سوريا" في الجامعة العربية - له أهمية كبير، ويحمل رسالة هامة إلى المجتمع الدولي والنظام السوري، مطالباً المعارضة السورية بضرورة توحيد صفوفها وكلمتها، من أجل التوصل إلى حل حقيقي يمكنها من مواجهة النظام السوري. وفي سياق متصل، أكد "عماد حصري" - عضو في لجان التنسيق المحلية - أن أغلب الدول العربية التي حضرت جلسات الجامعة العربية في الوقت الحالي - قد توصلت إلى العديد من النقاط الهامة فيما يتصل بالأزمة السورية، أبرزها: تقديم الدعم السياسي والعسكري إلى المعارضة السورية، وإعطاء مقعد "سوريا" في الجامعة العربية إلى الائتلاف الوطني السوري. وبين أن المتغيرات الحالية تشير إلى أن الحل العسكري ليس مطروحاً على الساحة الحالية في "سوريا"، وذكر أن الحل السياسي أفضل وأقل تكلفة مقارنة بالحل العسكري، لافتاً إلى أن دعم المعارضة المسلحة الذي تقدمه الدول العربية إلى المعارضة السورية على الرغم من أهميته، إلا أنه ليس مجدياً بدرجة كبيرة، مما سيكلف الدولة خسائر باهظة. وأضاف أن كل الإجراءات التي قامت بها المعارضة السورية في الوقت الحالي - هي إجراءات إيجابية، على الرغم من وجود بعض الخلافات البسيطة بين صفوف المعارضة؛ الأمر الذي يتطلب سعي المعارضة إلى التوصل لرؤية مشتركة؛ حتى تتحقق أهداف الثورة السورية. وأفاد "خطار أبو دياب" - أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة باريس الجنوب - ببدء الانتفاضة في "سوريا" سلمية دون التوجه إلى العسكر، ولكنها اتجهت إلى ذلك بسبب النظام السوري الذي تسبب في العديد من الانتهاكات، مبيناً أن "إيران" هي من أكثر الدول التي تسببت في تأجيج الصراع الحالي في "سوريا"، حيث إنها تقدم دعماً غير متناهٍ لنظام الأسد، وأغلب الأسلحة التي يستخدمها النظام السوري في الوقت الحالي - هي أسلحة إيرانية. ورأى أن الموقف الروسي والأمريكي يعكس رغبتهما في بقاء الوضع على ماهو عليه، حتى يستطيع أحد الطرفين القضاء على الطرف الآخر، فضلاً عن وجود اتجاه آخر بات أكثر عرضاً على الساحة السياسية في الوقت الحالي، وهو أن يتم عرض القضية على مجلس الأمن، واتخاذ رأي الأعضاء بشأن حل الأزمة الحالية في "سوريا".