استمراراً في تحليل مبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض للخروج من الأزمة السورية، أكد سمير تقي، مدير مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية، أن الخطيب أظهر مدى حكمته وخبرته السياسية حيث انه التقط اللحظة التاريخية و السياسية و قام بطرح مبادرة حقيقية يجب التقاطها من كافة قوى المعارضة، لافتاً إلى أن المسار السياسى ليس أقل خطورة من المسار العسكرى الأمر الذى يتطلب اتخاذ مجموعة من الخطوات الهامة . وأشار خلال حواره مع برنامج حوار الليلة المذاع على قناة سكاي نيوز إلى أن سوريا بحاجة إلى اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار من قبل مختلف الأطراف و اللجوء إلى الحوار لإنهاء الأزمة، لافتاً إلى أن المطالبة برحيل النظام السورى سوف يكون محل خلاف وهو ما يتطلب من المعارضة السورية اتخاذ مجموعة من الخطوات التفاوضية الأكثر فاعلية . وأفاد أن سوريا بحاجة إلى إعادة تعريف العقد الاجتماعى والتوافق الوطني المؤسس للدولة السورية و من ثم فسوريا بحاجة إلى حل خاص لأزمتها وليس تطبيق الحل اليمنى فقط فى إطار الاصرار على رحيل النظام السورى، مضيفاً أن ان سوريا بحاجة إلى إعداد خارطة طريق للعدالة الانتقالية من أجل تمهيد الطريق لخلق حالة من الاجماع السورى المؤسس كي يتم تفادى الاخطاء التى سوف تحدث فى المرحلة الانتقالية والتي تعاني منها الآن دول الربيع العربى مثل مصر و تونس وسوريا وأوضح أن حل الأزمة السورية يتطلب إبعاد الأسد عن الحكم ثم تفكيك الأجهزة الامنية لأنها المسؤولة عن إدارة شؤون البلاد وبدون تفكيكها لن يكون هناك أى نجاح للثورة السورية، منوهاً إلى أن لقاء وزير الخارجية الايرانى مع الخطيب يؤكد مدى قوة المعارضة وان الخطيب اصبح ند للنظام السورى، وأكد ان مبادرة الخطيب بها رسالة الى المعارضة الداخلية التى تطالب بضرورة اعتماد الحلول السياسية، الأمر الذى يؤدى إلى خلق حالة من التوافق الوطنى بين معارضة الخارج والداخل، مطالبا الدول العربية خاصة دول الخليج ان يكون لها موقف و رؤية استراتيجية واضحة فى ادارة الازمة السورية من اجل الخروج من المأزق الحالى باقل الخسائر وأكد أمين قمورية ، الكاتب السياسي والصحفي، أن المشهد السورى شهد مؤخراً حالة من الحراك بسبب المبادرة التى قام الخطيب باطلاقها من أجل الخروج من الأزمة السورية فى إطار حدوث تغير فى مواقف أطراف الأزمة، حيث التقى الخطيب بلافروف وزير الخارجية الروسى وصالحى وزير الخارجية الايرانى و هما داعمان رئيسيان للنظام السورى . وأشار إلى أن حل الأزمة فى سوريا يتطلب مجموعة من التسويات ومن ثم فبما أن التسويات سوف تكون حل فلابد من الاتصال مع مختلف الأطراف، متمنياً ألا يسلك السوريين مسلك لبنان أو العراق لأنه سيكون بمثابة علاج الخطأ بخطأ أكبر، وأفاد أن حل الأزمة السورية فى الوقت الحالى لا يمكن ان يتم بشكل جذرى حيث ان عدد من الاطراف الاقليمية مثل ايران ترى فى النظام السورى ضامنا للكثير من مصالحها كما ان روسيا لديها علاقات قوية مع النظام و تخشى مصالحها كما ان الادارة الامريكية لديها حالة من التردد و الالتباس فيما يتعلق بموقفها من الأزمة السورية، لافتاً إلى أن الحاسم الرئيسى فى الأزمة السورية هو الشعب السورى.