رئيس مجلس الشورى يهنئ القيادة بمناسبة إقرار الميزانية العامة للدولة    المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع يختتم فعاليات نسخته الثالثة بالرياض    خروقات في اليوم الأول ل«هدنة لبنان»    "الطيران المدني" تُعلن التصريح ببدء تشغيل الخطوط الجوية الفرنسية Transavia France برحلات منتظمة بين المملكة وفرنسا    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    استقرار الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات التضخم    التدريب التقني تمنح 63 رخصة تدريب لمنشآت جديدة في أكتوبر الماضي    الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني    عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    المملكة وتعزيز أمنها البحري    مبدعون.. مبتكرون    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    هؤلاء هم المرجفون    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار التاريخ والذكريات .. الشيخ خلف عاشور ل( البلاد ): للملك فيصل أفضال عليّ لا أنساها
نشر في البلاد يوم 16 - 03 - 2013


حوار : أحمد شرف الدين تصوير - محمد الأهدل ..
الشيخ خلف عاشور آل سيبيه شخصية إدارية رائدة في مسيرة العمل الحكومي في المملكة، وقامة سامقة له من الخبرة والحنكة في حياته الشخصية والعامة ما يجعله يتبوأ مكان الصدارة في قلوب محبيه وله من الريادة في التعامل مع الناس، متوجاً بالأدب الجم والخلق الرفيع تحيطه المحبة الخالصة من الجميع, تسنم عدة مناصب رسمية ادارها بكفاءة منقطعة النظير فهو إداري من الطراز الأول ويكفيه فخراً واحتساباً أنه أشرف وشارك وعاصر التوسعة الكبرى للحرمين الشريفين وغيرها من المشاريع العملاقة التي أنجزتها مجموعة بن لادن السعودية بمهنية وحرفية ومهارة تفوقت على مثيلاتها من الشركات العالمية في مجال المقاولات ، وأبهر المقاول السعودي من خلالها أساطين الهندسة المعمارية حول العالم من حيث التصميم والابتكار والرسوخ والبناء والإنجاز الهندسي البديع
وصفه بعض المثقفين والكتاب بأنه تاريخ يمشي على الأرض، ورجل تجارة وثقافة وسياسة مؤكدين انه مفخرة لكل أبناء المملكة العربية السعودية , يفخر دوما أن أول عمل قام به بعد أن تقاعد هو إنجاز توسعة المسجد النبوي في المدينة المنورة، ويعتبرها أعظم خدمة قدمها في حياته العملية المليئة بالخير والحب والإنجاز , لا ينسى لحظه كلمات بكر بن لادن له حينما أراد أن يتقاعد بعد إنجازه توسعة الحرم المدني الشريف «لن يفرق بيننا إلا الموت»فكانت الوقود الذي أشعل حماسته للاستمرار في العمل إلى أن يشاء الله , تشرفت بزيارته في مكتبه بمجموعة بن لادن السعودية واستقبلني بوجهه المضيء وابتسامته المعهودة ونظراته المحببه فكان لنا هذا اللقاء :
بدايات الشيخ خلف عاشور ؟
- أنا لم أدرك والدي رحمه الله فقد توفي قبل ولادتي بخمسة أشهر عام 1341هجرية فعشت في كنف والدتي يرحمها الله التي كانت تعوضني كثيرا عن والدي وبرعاية أخي عبدالله وخالي وأعمامي الذين تناوبوا على منصب شيخ التجار حتى توقف الميناء عن العمل فغادرنا ضمن من غادروا بحثا عن العمل. ووالدي كان مقيما في المدينة إبان الحكم العثماني، إلا أن صدور أوامر الحاكم التركي فخري باشا آنذاك بخروج السكان من المدينة دفعت الوالد للعودة إلى ينبع والاستقرار فيها وقد كان يرحمه الله نشطا في مجال السواعي البحرية والعمل بين السويس وجنوب البحر الأحمر، كما كان أخي عبد الله وكيلا للشيخ حسن شربتلي متعهد الحكومة فترة عمل وزير المالية (ابن سليمان) ولم يكن البترول قد اكتشف في تلك الأيام .
حدثنا عن بداياتك الدراسية ؟
- بدأت في الكتاتيب في ينبع ثم أرسلتني أمي إلى المدينة المنورة للدراسة في المدرسة الناصرية وقد كنت متفوقا حيث تخرجت منها عام 1357 هجرية محتلا الترتيب التاسع بين 109 طلاب هم جميع من تقدم لامتحان الابتدائية. إلا أنني انسحبت من الدراسة نظرا لمرض والدتي يرحمها الله لأجلس الى جانبها يرحمها الله وقد كان يدرس معي أحمد زكي يماني وعبدالوهاب عبدالواسع يرحمه الله، فيما سبقني السيد عمر السقاف بأربع سنوات في نفس المدرسة، ثم أتيحت لي فرصة الابتعاث إلى مصر من قبل وزارة المالية حيث تخصصت في مجال العلاقات الإنسانية وعلم النفس واستفدت من هذا التخصص وطبقته فعليا إبان عملي مديرا لفرع الزكاة والدخل في الرياض.وقد سعدت بالدراسة في الحرم النبوي أيما سعادة وكان لهذه الفترة أثرها الطيب في نفسي، حيث درسني فيها عدد من المشايخ منهم عبدالرؤوف عبدالباقي وكان شيخا معروفا في مصر، كما زاملني في هذه الرحلة صديق الطفولة محمد الفهد العيسى حفظه الله وغالب أبو الفرج وغازي سنداح وزين العابدين ضياء وعلي داعوس يرحمهم الله جميعا.
درست بمصر فترة من الزمن , حدثنا عنها ؟
- كانت أياما ذهبية لا تنسى ولها رصيد في مسيرتي الأدبية، فقد كنت أقرأ كل ما صدر لأدباء مصر (طه حسين وزكي مبارك وأحمد أمين)، كانت مجلة الرسالة ثروة علمية والهلال مجلة دسمة، أما المصور وآخر ساعة فكنا نعيرها لبعضنا البعض ولم أرى السينما في مصر. والطريف أنني شاهدت أول فيلم سينمائي في جدة بدعوة من الشيخ علي حسين زارع وقد أدهشتني كثيرا، ونظرا لزواجي في تلك الفترة فقد أخذت زوجتي معي ولم يطل بنا المقام هناك، حيث اضطررنا للمغادرة أنا وزميلي حمد الشاوي بعد أن وجدنا أنفسنا غير قادرين على البقاء إثر حدوث الانفصال بين سوريا ومصر.
نتشوق لحديثك عن الملك المؤسس طيب الله ثراه ؟
- رأيته في زيارة له إلى ينبع وقد كنت صغيرا ويومها طلب جلالته من أهالي ينبع أن يتفقوا على بيت واحد ليزوره ويشرب فيه القهوة والشاي مع الأهالي ليكون ذلك بمثابة زيارة خاصة لكل شخص في بيته نظرا لسفره إلى الرياض برا، فاختار الأهالي بيت عميدنا بعد وفاة الوالد ، وهذه البادرة تمت من الملك عبد العزيز حينما تقدم كبار الأهالي يدعونه للزيارة بدورهم فأراد أن يطيب خواطرهم باختيار دار واحدة ، وليعتبروها زيارة لكل المنازل والدار الذي دخله الملك بينبع قد هدم الآن ونالت منه عوامل التعرية كثيرا، بعد ذلك أصبحت عضوا في كل وفد يمثل أهالي ينبع لدى جلالته، بل إنني صاحب فكرة أول وفد يذهب للحوية في الطائف للقاء جلالته عام 1372هجرية ليعرض احتياجات الأهالي ومطالبهم، وأتذكر أننا ركبنا (لوري) وكنت أصغر أعضاء الوفد الذي ضم عبدالله محسن وحسين زارع وعبدالله بن جبر ومصطفى الخطيب قائم مقام ينبع في عهد الأشراف والحكم السعودي وجلسنا في مجلس جلالته حسب ترتيب العمر وتم الاتفاق أثناء تناولنا الغداء في مستورة أن يكون الخطيب هو المتحدث باسمنا.. وعندما كنت في الرياض كنت أصلي مع أولاد الملك عبدالعزيز في المربع وكان يرافقني دائما أمين القرقوري وغالب أبوالفرج يرحمهم الله .
وماسر علاقتك الخاصة بالملك فيصل يرحمه الله؟
- هذا الرجل العظيم له علي فضل لا أنساه ما حييت، فقد أكرمني الله بأن ابتلاني بفقدان ست من بناتي الإحدى عشرة وأحد أبنائي الاثنين الذكور وكلها في حوادث متفرقة، فقد توفي ابني طريف في حادثة الطائرة الشهيرة في الرياض عام 1400 للهجرة، أما البنات فقد سقطت أولى بناتي وهي في سن مبكرة على رأسها فتوفيت لارتجاج في المخ وتوفيت الثانية في حادث مروري في لبنان أما الثالثة فتوفيت في الأردن نتيجة حادث سير ومعها ابنها وابنتها، أما الثلاث الأخر فأصبن بمرض واحد اسمه (تراسيميا) و إلى الآن لم يجد له الأطباء علاجا. وكانت الكبرى في الثانية والعشرين والوسطى في الثالثة عشرة والصغرى لم تتجاوز السبع سنوات. وقد عانيت من الآلام النفسية في تلك الفترة كثيرا. وعندما علم الملك فيصل بمرضهن تولى بنفسه علاجهن في الخارج فأرسلهن مرتين إلى القاهرة ولعدم وصول الأطباء إلى نتيجة قرر إرسالهن على حسابه الخاص إلى تركيا مرتين ومرة إلى سويسرا في أحدث مستشفى للأطفال، ثم أرسلهن سبع مرات إلى ألمانيا بأوامر ملكية وقد توفيت الصغرى وبقيت معاناتي مع المتوسطة والكبرى لفترة طويلة، لدرجة أن وزير الصحة قال لجلالته: إن النظام لا يسمح بإرسال المريض أكثر من مرة إلى الخارج للعلاج، فأمر يرحمه الله أن تستثنى حالة ابنتيّ خلف عاشور من النظام، وأخيرا عندما لم نصل إلى نتيجة أمر بأرسالهن إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وإقامتهن مع مرافق لهن على أن تتولى السفارة السعودية الصرف عليهن.. وفي إحدى المرات في ألمانيا أرسل لي السفير من بون وحمل لي مبلغا كبيرا تلك الأيام، ولم أكن أقدم معاملة لجلالته إلا وتحظى بموافقته السامية، وكان يقول للنويصر: أنا عندي رأس مال من هاتين البنتين.. وعندما لم يكن هناك بنك للدم في الرياض قرر نقلي يرحمه الله إلى جدة بنفس وظيفتي ومرتبي، وأوصى بأن توفر لي وظيفة مناسبة في أي وزارة أخرى إذا لم تتوفر في وزارة المالية، وكنت أسافر بدون إذن لأن لدي إجازة مفتوحة لعلاج بناتي من جلالته. فَوقّفَتهُ معي جعلتني مستقرا بشكل كبير، كما وأكرمني عندما تقاعدت وكان يصرف لي شهريا مبلغا يعادل قيمة الراتب التقاعدي وأضاف عليه مبلغا سنويا وللأسف أنه قطع حالياً ولا أملك له في كل وقت وحين إلا الدعاء دائما بأن يتغشاه الله بواسع رحمته، وعندما جاء معرض شاهد وشهيد كتبت للأمير خالد الفيصل يحفظه الله بما شهدته كشاهد في عصر أبيه تقبله الله من الشهداء.
بداياتك مع مجموعة بن لادن السعودية؟
- بداية عملي كمشرف عام على التوسعة الكبرى التي صنعها الملك فهد يرحمه الله وعلى كل أعمال بن لادن التي أسندت إليه بدأت عام 1406 وانتهت عام 1418هجرية, وكنت أظن أنها فترة مناسبة للتوقف ولكنني فوجئت بموقف الأخ بكر بن لادن عندما ذهبت إليه لأسلم أعمالي وهو يقول لي كلمة لا أنساها (إحنا ما يفرق بيننا وبينك إلا الموت)، ثم عرض الموضوع على الملك فهد فعينت عضوا في الرقابة والإشراف مع الشيخين محمد نور رحيمي ومحمد صالح باحارث يرحمهما الله، ولازلت عضوا إلى الآن ومعي الأستاذ حمد الشاوي وبقي مقعده والمرحوم منصور عبدالغفار شاغرين في انتظار أن يعين ولاة الأمر شخصين مكانهما في أي وقت.
هل كنت قريبا من المعلم محمد بن لادن يرحمه الله؟
- أعرفه بالشكل عندما جاءنا في مخيام الملك سعود عندما كنت ضمن وفد أهالي ينبع فسلم علينا ولكنني لم أحتك به وكنت أتمنى ذلك, ومرة أخرى عندما جاءنا في ينبع وتناول طعام الإفطار في بيتنا مع السيد حبيب وأسعد شيرة .
لايُفتى ومالك في المدينة , كذلك يقولون عن الشيخ خلف عاشور بالنسبة لمجموعة بن لادن , ما صحة ذلك؟
هذا من حسن ظن الشيخ بكر والشيخ يحيى في شخصي المتواضع وثقتهم الكبيرة التي لا أنساها لهم أبدا، وهذا لا يعني المعنى بالكامل ، ولكنني لا أنكر انني لازلت ولله الحمد أظل أنني مكان التقدير وهذا يكفي.
قدمتم مؤخرا الإصدار الموسوعي عن سمو الأمير ماجد , كيف كانت علاقتكم به يرحمه الله ؟
- أكن نحو الأمير الانسان ماجد بن عبد العزيز يرحمه الله كل الحب والوفاء والعرفان ، وقد ارتبطت معه بعلاقة صداقة ومحبة وتقدير من خلال أعمال عظيمة وإنجازات حضارية عملاقة تمت على يدي سموه يرحمه الله لفترات من الزمن تجاوزت ال ( 20 ) عاما سواء من جانبها الانساني أو من جانبها العملي أو ما جانبها الوطني وعلى كافة ومختلف المناحي .
نتطلع لتجسيد الانجازات الشاملة لأسرة بن لادن بقلمك؟
- لقد شجعني الشيخ بكر بن لادن على كتابة عدد من الكتب وأنفق عليها بسخاء، لكنه بخل في كتاب واحد خاص بأبيه ولم يطبعه إلا بمشقة, وصاحب فكرة هذا الكتاب الشيخ محمد نور رحيمي يرحمه الله ثم صاحب الفضل الثاني الأخ يحيى بن لادن الذي أمر بالأحياء من الذين عملوا مع والده بمراجعتي ، واستطعت أن التقط من كل منهم على حدة , وأخذت من هؤلاء معلومات مهمة جدا أثرت الكتاب فعلا , أخذت جانباً من أخلاقيات الرجل : قدرته الفائقة ذكاءه اخلاصه وفاءه وانتمائه للأسرة الحاكمة بصدق , عدم خضوعه لكبرى الشركات فيما يتعلق بآلات وأجهزة ومعدات استجابة لرغباته في إجراء تغيير وتبديل في بعض الآليات التي رفضت بعض الشركات الاستجابة لها وذلك يمثل قوة الشخصية التي يتمتع بها الرجل إلى جانب أخلاق مثلى كان يتمتع بها , هناك جهة ثالثة أثرت الكتاب وهو الدكتور زاهر عبد الرحمن الذي أضاف كلما كتب عن المعلم في الصحف لستين عاماً ، وأَقّسَمَ على ألا أشير عن ذلك بقليل أو كثير يوم الاحتفال بتوزيع الكتاب في منزلي ، ولكني رأيت من الصواب والانصاف أن أشيد بذلك ، وقبلت بإعادة مانشر بهذا اللقاء لذكر هذه الحقيقة , إذن كان دوري في إصدار كتاب المعلم دور لا يتعدى جمع المعلومات ، وعدم الخروج عن خصوصية معينة وحرص على إصداره بأسرع وقت .
كانت للملك فهد أمنية لم تتحقق في التوسعة .. لماذا؟
- الملك فهد يرحمه الله صنع إعجازاً يفوق الوصف في المدينة المنورة، وكان يشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة ويشاركنا في اختيار كل شيء من القبب والأعمدة ويصر على اختيار الأجود وكان يقول لنا دائما (لا يعيقكم شيء) وصرف بسخاء منقطع النظير على مشاريع التوسعة في مكة والمدينة، وكان يأتينا في كل وقت خصوصا بعد إقفال أبواب المسجد النبوي ليناقشنا في التنفيذ ويراجع التصاميم بنفسه، وكانت له أمنية لم تتحقق حتى الآن لكلفتها العالية وهي أن يرى الزائر للمدينة من المطار الحرم أمامه، وقد نفذت الأمنية بحل بديل هو شارع الملك عبدالعزيز حاليا .
هل اشترت المجموعة جبال رخام في البرازيل وايطاليا تم تخصيصهم للحرمين الشريفين؟
- هذا الخام تم توفيره بكلفة عالية لأنه قضى على اشتداد حرارة الأرض لدرجة أن الكثير من الزائرين والمعتمرين والحجاج يظنون بوجود مياه باردة تجري من تحته وقد اختير برؤية خبراء سعوديين وأجانب غير مسلمين تم استقدامهم من قبل شركة بن لادن بعد صدور فتوى خاصة بذلك من هيئة كبار العلماء تجيز الاستعانة بهم لما فيه مصلحة عموم المسلمين وأبدوا وجهة نظرهم وتمت الاستفادة من خبراتهم بشكل كبير.
وهل كنتم تعاملون الصحفيين الأجانب بنفس الفتوى؟
- لا طبعا، ولم يزرنا سوى مصور ياباني مسلم وقد التقط صورا جميلة للحرمين الشريفين .
هناك من قال بأنكم أحدثتم تغييرات في التوسعة الأولى لم يلاحظها أحد خصوصا في تغيير القباب، أو إعادة بناء الكعبة لدرجة وصولكم للخشب الذي بنى به سيدنا إبراهيم؟
- كان الملك فهد يأمرنا بأن لا نغير شيئا الا ونأتي ببديل أفضل منه، وما حدث أن سطح المسجد النبوي كان به تسريب فأعيد تجديده وأوقف تسرب الماء الذي كان ينزل من بعض فتحات الربط وتبليط السطح بالرخام البارد المعروف، أما الكعبة فرممت بالكامل ووصلنا إلى أعماق لم يكن يمكن الوصول اليها بما فيها الخشب الذي بنى به سيدنا إبراهيم أساساتها، وقد أشرف على العملية أبناء بن لادن بأنفسهم وكانوا شبه مقيمين داخل الكعبة إلى أن تم البناء بأشياء جميلة ومتينة وبحجارة مقاربة لما بنيت به الكعبة.
ما صحة قصة النفق الذي تم حفره لسرقة جسد الرسول عليه الصلاة والسلام؟
- هذا النفق روايته صحيحة لكننا لم نجده لأن الحاكم العثماني الذي اكتشف النفق وكان بينه وبين قبر الرسول ذراع واحد قام بصب الرصاص حول قبر الرسول لكي لا تمتد إليه يد عابث ، وقد تم تعميق الجدار المحاط به قبر الرسول وصاحبيه من الأرض إلى أعلى نقطة بالحجرة الشريفة وطوقت ببناء متصل وقوي من الرصاص بحيث يصعب على أي شخص اختراق الجدار ولا ننسى أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحمي قبر نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أي شيء آخر .
وهل تم نقل أي شيء من الحجرة الشريفة أثناء التوسعة؟
- لم يحدث في الحجرة أي شيء وهذا الأمر فطن له الملك فيصل يرحمه الله فأصدر أمرا ملكيا بعدم تغيير أي شيء في الحرمين المكي والمدني وابقائه في مكانه، وكل التوسعات التي تمت منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد الملك عبدالله يحفظه الله تحاشت القرب من هذا الأمر، بل إن بعض الأسماء والكتابات لازالت باقية وما تعرض للتلف بسبب القدم فقط تم إصلاحه.
هل تشرفتم بدخول الحجرة النبوية الشريفة؟
- دخلتها ثلاث مرات .. الأولى مع العاهل المغربي الحسن الثاني يرحمه الله ، والثانية دخلتها مع أحد أبناء الشيخ بن لادن، والمرة الثالثة دخلتها مع الأمير عبدالعزيز بن فهد ولم يكن هناك أحد بالحرم فصليت معه بالروضة الشريفة ثم دخلنا وسلمنا على الرسول عليه السلام وصاحبيه وخرجنا.
التوقف في ينبع
يقولون إن ينبع ولادة بالكفاءات, ماذا قدم لها أبناؤها ؟
- من أتيحت له الفرصة لم يقصر ، ولا يزال يُكتب عن ينبع الكثير مما هو مفيد جدا , فالأخ عبدالكريم الخطيب كان ميالا للجانب التاريخي وكتب الكثير عن ينبع والأخ بدر كريم قدم نفسه كمذيع متميز باسم ينبع وهناك آخرون توفاهم الله كأعضاء مجلس الشورى الذين تم تعيينهم من قبل الملك عبدالعزيز ومنهم عميد أسرتنا مصطفى سيبيه يرحمه الله، بل كان هناك عضو مصري يَعُدُ نَفسَهُ من أبناء ينبع وهذا يؤكد لك أن الملك عبدالعزيز كان يختار الرجال ولا ينظر لجنسياتهم ولا يفرق بين مواطنين وغير مواطنين، ويكفي أن يكون من ساهم مع جلالته في بناء أسس الدولة رجال من أمثال رشاد فرعون وفؤاد حمزة وبشير السعداوي وخالد القرقري وكلهم غير سعوديين، كما كان ياسين أفندي مدير الخديوية والمسؤول عن البواخر في ينبع عضوا في مجلس الشورى السعودي مع أنه مصري.
يقولون إن أهل ينبع إذا خرجوا فإنهم لا يعودون إليها.. لماذا؟
- ينبع مدينة مشهورة منذ القدم وكانوا يقولون إنها عتبة المدينة المنورة ، وقد عاشت في أوج عظمتها عندما كان تجار القصيم والشمال والمدينة المنورة يستوردون من خلال ميناء ينبع الذي خدمته الطبيعة أنه (خور) في البحر الأحمر وقابل للتعميق كيفما شاء ويعتبر الميناء الأفضل على ساحل البحر الأحمر بطول امتداده من ضباء إلى الليث، وكان يعمل به بعض تجار جدة وكونوا رؤوس أموالهم فيها ولكنه للأسف أصبح مهملا الآن دون سبب واضح، فرغم محاولاتي المتكررة التعرف على أسباب هذا التجاهل من المسؤولين في وزارة الاقتصاد والتخطيط والمؤسسة العامة للموانئ إلا أنني لم أصل إلى شيء ولا أعرف إلى هذه اللحظة ماهو العائق الذي يعطل الاستفادة من ميناء ينبع تجاريا مع أنه من أفضل الحلول الموجودة لتخفيف العبء عن ميناء جدة، إذ أن تكلفة تحميل البضائع من ينبع أقل بكثير من جدة كما أن عوائق إيصال البضائع من الميناء إلى المدن المستفيدة المجاورة لم تعد موجودة في ظل شبكة الطرق السريعة التي تحظى بها جميع المدن والقرى في المملكة، وفي ظل هذه الظروف خرج الناس للبحث عن رزقهم مضطرين لأن الضرر لم يصب ينبع فقط بل كل ما جاورها من مدن وقرى بعد أن توقفت الحركة التجارية تماما.
هل صحيح أن قبر الملك محمد الخامس عاهل المغرب الأسبق يرحمه الله مازال في ينبع ؟
- القبر في ينبع النخل ولكن القبر لجد الحسن الثاني يرحمهما الله جميعا وأتذكر زيارة قام بها أخوه عبدالله في فترة إمارة الأمير عبدالمجيد يرحمه الله على المدينة المنورة
وهل توجد أوقاف بينبع لأسرة ملك ليبيا الأسبق ؟
- نعم كانت هناك أوقاف موجودة تخص السنوسي ملك ليبيا السابق.
أكثر مايؤلمك في هذه الحياة؟
- تجاوزت بفضل الله آلاما كبيرة لكنني أشعر دائما بالألم لعدم وجود صورة لأمي يرحمها الله، وقد أكرمني الله بابنة تشبهها تماما ولكن أخواتها يغرن منها دائما فأقول لهن مازحا (هذي أمي).
أمنية تتمنى تحقيقها؟
- أن يتفق المسلمون والعرب ويرضى عنهم الله في علاه.
كلمتك الأخيرة؟
- أدعو الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأن يديم الخير والبركة على هذه البلاد ويرزق ولاة أمرنا البطانة الصالحة لأن الخير يأتي من خلالهم إذا كتب الله على أيديهم ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.