قام باحثون أمريكيون بدراسة مجموعة من الأشخاص الذين يتناولون تفاحة واحدة يومياً وآخرين اقتصروا على دواء معين لمدة أربعة أسابيع، للتأكد من قدرة التفاح العلاجية، وكانت النتيجة مذهلة، إذ أشارت إلى أن الذين اعتمدوا على التفاح انخفضت لديهم نسبة أكسدة "الكولسترول" الضار المرتبط بتصلب الشرايين والقلب والأوعية الدموية بنسبة 40%، أما أولئك الذين تناولوا أدوية الكبسولات فقد لوحظ انخفاض في تلك النسبة أيضاً، ولكن بدرجة أقل. ويفسر العلماء تلك النتيجة، بأن أجسام الذين حرصوا على تناول التفاح، كانت تمتلك القدرة على امتصاص "البوليفينول" المتواجد في الأطعمة بشكل أكبر وأسرع من المتواجد في الأدوية والكبسولات، بالإضافة إلى ذلك فإن تناول حبة من التفاح يومياً يقلل من خطر انتشار الأورام في الجسم، ويعود السبب في ذلك إلى عنصر "الكيرسيتين" وهو نوع من مركبات الفلافونيد المتواجد أيضاً في البصل الأحمر، ويعمل على تخفيف أعراض الحساسية والصدمات القلبية ومرض الزهايمر وسرطان الرئة والبروستاتا، لاحتوائه على جميع العناصر المضادة للالتهابات والأكسدة، كما أكد مجموعة من الباحثين أن التفاح يحمى القلب، ورائحته تخفف من حالة التوتر والقلق والصداع النصفي، وأرجع الخبراء ذلك، لزيادة في نشاط موجات الأنف والرسائل التي تصل للدماغ، فتساعده على تحقيق الاسترخاء وتقليل مستويات هرمونات التوتر في الدم. وأظهرت نتائج البحث على مجموعة من المتطوعين أن تناول قدر من ثمار التفاح ما بين 250 إلى 400 جرام، أو ما يعادل ثمرتين منه يومياً، يسهم في خفض نسبة الكولسترول في الدم بنسبة تصل إلى 22%، وأوضح العلماء أن ذلك يرجع إلى أن التفاح غنى بفيتامين ج المضاد للأكسدة، والذي يساعد في التخلص من المركبات السامة والجزيئات الضارة المتراكمة في الجسم بعد عمليات معالجة الطعام، وأشار الباحثون إلى أن التفاح ليس مجرد وجبة خفيفة يمكن تناولها بسهولة بين الوجبات، فهو يزود الجسم بالكثير من العناصر الغذائية المهمة دون أن يسبب السمنة وزيادة الوزن. ولا يعتبر التفاح مصدراً للفيتامينات والمعادن مثل الثمار الأخرى، حيث إنه يحتوي على القليل من فيتامين ج والبوتاسيوم، ولكنه على أية حال، يضبط نسبة السكر في الدم، لكونه غنياً بالألياف القابلة للذوبان، وخصوصاً البكتين، الذي يساعد في السيطرة على مستويات الأنسولين الناتج عن البنكرياس، عن طريق إبطاء تركيز السكر في الدورة الدموية، وخفض مستويات الكولسترول أيضاً، وقد وجد الفريق البحثي بأن الخلاصة الطازجة من تفاحة متوسّطة مع قشرتها تزود الشخص بنشاط مضادات التأكسد بمقدار 1,500 ملليغرامات من فيتامين ج، كما تبين أن خلايا سرطان القولون التي استخدم فيها فيتامين ج توقفت عن النمو خارج الجسم المصاب، فضلاً عن تأثير خلاصة التفاح الملحوظ على خلايا سرطان الكبد التي توقف نموها في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يأكلون الكثير من التفاح تقل لديهم فرص الإصابة بسرطان الرئة. يذكر أن التفاح ارتبط بإله الشفاء في الأساطير الإغريقية، وفي العصور الوسطى عرف الأطباء أن التفاح المطبوخ يمكن أن يخفف من اضطرابات الأمعاء، والرئة، والنظام العصبي.